السؤال
يوجد بين أخي الأكبر وأبي خلاف كبير، وقد حاولنا مرارا معالجة هذا الخلاف دون جدوى، ووالدي يخيرني بين قطع علاقتي مع أخي أو قطع علاقتي به، فهل في هذه الحالة أنا مجبر على طاعته؟.
يوجد بين أخي الأكبر وأبي خلاف كبير، وقد حاولنا مرارا معالجة هذا الخلاف دون جدوى، ووالدي يخيرني بين قطع علاقتي مع أخي أو قطع علاقتي به، فهل في هذه الحالة أنا مجبر على طاعته؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالواجب عليك برّ أبيك وصلة أخيك، فإن أمكنك صلة أخيك من غير أن تغضب أباك، فهذا هو الواجب عليك، ويتصور ذلك بأن تصل أخاك دون علم أبيك، أمّا إذا لم يمكنك الجمع بين صلة أخيك ورضا أبيك، فلا تلزمك طاعة أبيك في هذا الأمر، لأنّ الطاعة إنما تكون في المعروف.
لكن على كل حال، فإنّ عليك برّ أبيك والاجتهاد في إرضائه والسعي في الإصلاح بينه وبين أخيك، قال الشيخ ابن باز: طاعة الوالدين واجبة في المعروف، وصلة الرحم واجبة أيضا، صلة الرحم واجبة بالكلام الطيب, وبالزيارة, وبالصدقة, وبالهدية, فالواجب على والدتك أن لا تمنعك من زيارة الأقارب كالأعمام أعمام الأب, وأخوال الأب، فإن أعمام الأب أعمام لكم, وأخواله أخوال لكم، وأبوه جد لكم، فليس لها أن تمنعكم من صلة الرحم التي ليس فيها محذور ولا منكر، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: إنما الطاعة في المعروف، لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ـ فالواجب على الوالدة أن تسمح لكم وأن لا تمنعكم من الصلة التي شرعها الله وأوجبها, وعليكم أن تلتمسوا رضاها بالكلام الطيب والأسلوب الحسن، وأن تحاولوا معها أن تسمح لكم حتى تجمعوا بين المصلحتين.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني