السؤال
قرأت في مقالة عن كتاب اسمه: آذان الأنعام ـ معلومات لم أسمع بها من قبل، منها أن الشجرة المحرمة التي وردت في القرآن، ونحن نفهم أنها شجرة تفاح نهى الله آدم وزوجه أن يقتربا منها أو يتناولانها لسبب لا نعلمه، أنها ليست شجرة تفاح ولا عنب ولا رمان، وإنما الشجرة هنا تعنى التداخل ـ الجماع ـ بين الذكر والأنثى، لأن المجموعة البشرية قبل أن تتطور لتسمى تسمية جديدة هي آدم، إنما كانت تعيش ردحا طويلا من الزمن بدون ذاكرة أو عقل، ولقد كانت هذه المجموعة الأولى تمارس حياتها كسائر المخلوقات الأخرى بدون عقل، وهي إذا كانت تمارس الحياة الجنسية مع بعضها، فإنما كانت تفعل ذلك دون أن تكشف سوءاتها ـ والمراد بالسوءة: الأعضاء التناسلية للذكر والأنثى ـ والشجرة المقصودة هنا هي عملية ـ الشجر ـ أي التداخل بين الأعضاء التناسلية للذكر والأنثى، فهل هذا صحيح ؟ وأنا أرغب في قراءة هذا الكتاب، فهل فيه ما يخالف عقائدنا؟.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن ما ذكرته في السؤال من تفسير الشجرة لم نر من ذكره من أهل العلم، ولا نراه إلا باطلا، ثم إن الشجرة التي نهى الله سبحانه وتعالى عنها آدم وزوجته فأكلا منها، لم يثبت عند العلماء ما يدل على تعيينها، لا من كتاب ولا من سنة صحيحة، وإنما جاءت في تعيينها آثار عن بعض التابعين، وأكثرها منقول عن أهل الكتاب، فبعضهم يقول: هي شجرة التين، وبعضهم يقول: هي شجرة العنب، وبعضهم يقول: هي شجرة الحنطة، إلى غير ذلك من الأقوال، قال ابن جرير الطبري في تفسيره بعد أن ذكر تلك الأقوال: والصواب في ذلك أن يقال: إن الله جل ثناؤه نهى آدم وزوجته عن أكل شجرة بعينها من أشجار الجنة، فخالفا إلى ما نهاهما الله عنه فأكلا منها كما وصفهما الله به، ولا علم عندنا بأي شجرة كانت على التعيين، لأن الله لم يضع لعباده دليلاً على ذلك في القرآن ولا في السنة الصحيحة، فأنى يأتي ذلك؟ وقد قيل: كانت شجرة البر، وقيل: كانت شجرة العنب، وقيل: كانت شجرة التين، وجائز أن تكون واحدة منها، وذلك علم إذا عُلم لم ينفع العالم به علمه، وإن جهله جاهل لم يضره جهله به. انتهى.
وأما عن الكتاب المذكور: فقد تكلمنا عليه في الفتوى رقم: 259252.
والله أعلم.