السؤال
هل يجوز استخدام عدّ الجمل في تفسير القرآن؟ وهل هناك فرق بين مجرد التفسير وبين ادّعاء علم تواريخ بعض الوقائع؟ وهل قصة أبي ياسر وحيي بن أخطب صحيحة؟ وإن صحت فهل يستدل بها؟ أرجو جوابًا مفصلًا مؤصلًا بالأدلة الوافية -جزاكم الله خيرًا-.
هل يجوز استخدام عدّ الجمل في تفسير القرآن؟ وهل هناك فرق بين مجرد التفسير وبين ادّعاء علم تواريخ بعض الوقائع؟ وهل قصة أبي ياسر وحيي بن أخطب صحيحة؟ وإن صحت فهل يستدل بها؟ أرجو جوابًا مفصلًا مؤصلًا بالأدلة الوافية -جزاكم الله خيرًا-.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فطريقة حساب الجمل هي التي تُوضَع فيها أحرف الهجاء العربية مقابل الأرقام، بمعنى أن يأخذ الحرف الهجائي القيمة الحسابية للعدد الذي يقابله، وفق جدول معلوم.
فإذا قرأت عن حدث وقع في سنة (جمر) مثلاً، فهذا يعني في حساب الجمّل أنّ الحدث قد وقع سنة (243)؛ لأن الحرف (ج) يقابله الرقم (3)، والحرف (م) يقابله الرقم (40)، والحرف (ر) يقابله (200)، فمجموع الحروف ج + م + ر = 3 + 40 + 200 = 243.
نقول: هذه الطريقة لا علاقة لها بتفسير كلام الله تعالى، وقد سبق أن بينا في الفتوى: 8600 أن الأصول التي يُستند إليها في التفسير أربعة، وأن من حاد عنها فقد دخل في التفسير المذموم بالرأي.
والاستدلال بحساب تلك الجمل على الأحداث المستقبلية هو ضرب من التنجيم، وليس من التفسير في شيء.
وقصة أبي ياسر بن أخطب مع أخيه حيي وحسابهم لمدة أمد هذه الأمة أخذًا من الآية في أول سورة البقرة: الم {البقرة:1}، هذه القصة لا تصح، كما فصلناه في الفتوى: 330622.
ثم هي لو صحت، لكانت من تنجيم اليهود -قاتلهم الله-، فأي دلالة فيها على الجواز؟
والواقع يكذّب تنجيمهم؛ فإن الأمة الآن عمرها أزيد من ألف وأربعمائة سنة، أي: أكثر مما جاء في حساب أولئك اليهود، فانظر تلك الفتوى، وما فيها يغني عن الإعادة هنا.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني