السؤال
هل الرقية الشرعية تعتبر عبادة، وفعلها من أجل شيء دنيوي لا يجوز؟
وماذا عن قراءة سورة البقرة من أجل طرد الشياطين، والبركة، وإبطال السحر، أو الوقاية من السحر، أو قراءة سور أخرى من أجل ما جاء عن فضل قراءتها؟
وهل تنطبق هذه الآيات على هذا الشخص: مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ. {هود: 15، 16}) كما في الفتوى رقم: 300781؟
وماذا عن الأذكار اليومية إذا فعلها الشخص حتى لا يصاب بأذى، أو من أجل ما جاء عن فضل قراءتها. مثل ذكر رؤية المبتلى، فيقوله الشخص حتى لا يبتلى مثله. فهل يعتبر الشخص فعل عبادة من أجل الدنيا؟
وكذلك الدعاء لنيل شيء دنيوي هل يدخل في الآية المذكورة؟
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن الرقية الشرعية عبادة؛ لأنها من جملة الدعاء والذكر، ولا حرج على العبد في فعل الطاعة لنيل ما ثبت في النص الشرعي من فائدتها في الدنيا، والآخرة، كما في الرقية بالقرآن، ولا سيما سورة البقرة، فهي تطرد الشيطان، وتمنع تأثير السحر بإذن الله، وهي سبب للبركة، ويدل لذلك ما في الحديث: اقرؤوا سورة البقرة؛ فإن أخذها بركة, وتركها حسرة, ولا تستطيعها البطلة. رواه مسلم.
وفي الحديث: إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة. رواه مسلم.
وقد رجحنا في الفتوى رقم: 168889 أن إرادة المصالح والمنافع التي أرشد إليها الشارع الحكيم من وراء العبادات، لا يأثم صاحبها، ولا تبطل عبادته بالتشريك، بل إنه مثاب بقدر ما معه من النية والحسبة، وهو أيضا ما دلت عليه الفتوى رقم: 182427 من جواز تشريك نية العبادة -وهي الاستغفار هنا- مع أمر مباح.
وراجعي أيضا الفتوى رقم: 300781 لمعرفة المفهوم الصحيح لآية سورة هود التي ذكرتها في السؤال.
والله أعلم.