الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم ترك الرجل السكن مع عمه بسبب تعثره في سداد ديونه

السؤال

عمري 26 سنة، متزوجة منذ سنتين تقريبا، ولدي ابن عمره 10 أشهر، وأسكن مع أهل زوجي ـ مع عمه الذي رباه وزوجته وخادمة ـ ومشكلتي أن زوجي أخرجني من المنزل، وتركناه منذ 20 يوما. وله حقوق على عمه يرفض سدادها. وأنا لا أريد الرجوع، مع أنني أخاف من قطع الرحم، وأتمنى أن ينسى زوجي النقود ويترك أمرها لله، ويتكلم مع والده ابتغاء مرضاة الله، فهل نحن على خطأ عندما خرجنا وطالبنا بحقنا وأردنا أن نستقل؟ وزوجة عمه تبكي وتقول لي أنا لن أسامحه في دموعي، لأنه تركني وأراد أن يسكن بعيدا عني، فهل من حقنا أن نسكن وحدنا؟.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا حرج عليكما في ترك السكن مع عمّ زوجك والانتقال إلى مسكن مستقل، فإنّ انفراد زوجك بالسكن عن أبيه وأمّه جائز، كما بينا ذلك في الفتوى رقم: 132250.

فأحرى أن يجوز ذلك في حقّ عمّه وزوجته، ولا حرج على زوجك في مطالبة عمّه بما له عليه من ديون أو حقوق ثابتة، لكن إذا تجاوز عن هذه الحقوق تأليفاً للقلوب ومراعاة لما قام به عمّه من رعايته، فذلك أولى وأفضل، وعلى أية حال، فإنّ عليه صلة عمّه ولا يجوز له قطعه، فإنّ قطع الرحم من كبائر الذنوب، وصلة عمّه لا تستلزم أن يبقى معه في بيته، ولكنّ الصلة تحصل بالزيارة وغيرها مما يعدّ في العرف صلة، وراجعي الفتوى رقم: 163571.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني