الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

علاج التهاون في الصلاة والمعاصي والعقوق

السؤال

أنا شاب في عمر الخامسة عشر، والحمد لله التزمت منذ سنة، لكنني ومع مرور الوقت تغيرت كثيرًا؛ حيث إني كنت من المحافظين على الصلوات الخمس في المسجد، وكنت حريصًا ومجتهدًا في حفظ كتاب الله -عز وجل-، والاجتهاد في طلب العلم، ولكنني ومع مرور الوقت تركت كل هذا، حيث أصبحت متهاونًا في صلاتي، عاصيًا لوالدي، ولا أدري لماذا؟ حيث أصبحت الكثير من المشاكل، وأشعر بأني من المنافقين --والعياذ بالله-، ولكن وللأسف توصلت بي الأمور إلى سب الله -عز وجل- والعياذ بالله بدون أن أشعر، حيث أكون غاضبًا جدًّا، حتى أجد نفسي قد تفوهت بتلك الكلمات، ومع أني داومت على الرقية الشرعية إلا أنني لم أتوصل إلى أي نتيجة، أرجو أن تردوا عليّ في أقرب وقت ممكن لأنني والله في مشكلة عويصةٍ لا أجد لها حلًّا أبدًا، فأفيدوني -بارك الله فيكم-.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فليسَ من شكٍ في أن الشيطان قد استغواك واستدرجك حتى أوقعكَ في هذه الهاوية حتى وصلت لسب الله تعالى وترك الصلاة وعقوق الوالدين، واعلم أن السب لله تعالى يعتبر صاحبه مرتدًّا، كما أن ترك الصلاة من أكبر الذنوب وأعظم الموبقات حتى إنه ليعد كفرًا ناقلًا عن الملة عند بعض أهل العلم، وانظر الفتوى رقم: 130853. وكذا العقوق فهو من أكبر الكبائر وأقبح الأفعال، وانظر الفتوى رقم: 60196.
فعليك بالتوبة من كل ذلك، واعزم عزمًا صادقًا على التغير والاستقامة على ما يرضي الله تعالى، وجاهد نفسك مجاهدة حقيقية مخلصًا في ذلك لربك تعالى، وثق أن التوفيق أقرب شيء إليك إن أنت سلكت هذا السبيل.

واصحب أهل الخير وتجنب صحبة أهل الشر، فإن صحبة الأخيار من أعظم الأشياء عونًا على الاستقامة، وأكثر من الفكرة في الموقف بين يدي الله تعالى مستحضرًا أنك مسؤول عن كل شيء تفعله، وأن الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها، وأكثر من التفكر في الموت، وما بعده من الأهوال العظام، والأمور الجسام، واستحضر أن الأجل مغيب عن العبد، وأن الموت قد يأتيه من حيث لا يشعر أو يحتسب، وتفكر في أسماء الرب تعالى وصفاته، واستحضر أنه سبحانه مطلع عليك، محيط بك، لا يخفى عليه شيء من أمرك، فاستح منه، واخش عقوبته، وحاذر أن تبارزه بالمخالفة فيغضب، فإن غضبه سبحانه لا تقوم له السماوات والأرض، وقبل ذلك كله وبعده أكثر من الدعاء واللجأ إلى الله تعالى، فإن القلوب بين إصبعين من أصابعه سبحانه، يقلبها كيف يشاء، نسأل الله أن يهدينا وإياك صراطه المستقيم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني