السؤال
قامت إحدى المؤسسات في تايلند بتصوير فيلم سينمائي لتعظيم شخصية رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس في الفيلم موسيقى، ولا نساء مشتركات فيه، وفيه كفار مشاركون في تمثيل هذا الفيلم وأيضا جعلت المؤسسة لها قاعة سينمائية خاصة دون اختلاط الرجال بالنساء، فما حكم مشاهدة هذا الفيلم؟.
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كان هذا الفيلم يشتمل على قيام أحد الأشخاص بتمثيل الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم ومحاكاة شخصيته، فلا تجوز مشاهدته، وذلك لأن تجسيد شخصيته صلى الله عليه وسلم يتعارض مع ما يجب من توقيره وإجلاله عليه الصلاة والسلام، وقد أمر الله تعالى بتعظيم جناب الرسول الكريم واحترامه وتوقيره، حيث قال سبحانه: إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ {الفتح: 8 ـ 9}.
ولخطورة هذا العمل فإن المجامع الفقهية ودور الإفتاء في العالم والهيئات الشرعية في العالم الإسلامي قد أصدرت فتاواها وقراراتها بتحريم تمثيل الرسول عليه الصلاة والسلام، ومن ذلك هيئة كبار العلماء، واللجنة الدائمة للإفتاء بالمملكة العربية السعودية، ولجنة الفتوى بالأزهر، ومجمع البحوث الإسلامية بالقاهرة، والمجمع الفقهي الإسلامي التابع لرابطة العمل الإسلامي، وغير ذلك، فإذا تقررت حُرمة التمثيل، فإن المشاهدة تكون حرامًا، لما فيها من التعاون على الإثم والعدوان، ولا شك أن في مشاهدة هذا العمل المحرم مساعدةً على نجاحه وانتشاره، وإغراء بتكراره وإعادة إنتاج غيره مما قد يكون أكثر ابتذالاً واستخفافًا بمقام سيد ولد آدم صلى الله عليه وسلم، وانظر الفتوى رقم: 198637.
والله أعلم.