السؤال
أفطرت في رمضان بسبب خوفي على نفسي وعلى الجنين، والآن أنا أرضع، لكن طفلي يتناول الحليب الصناعي أثناء تواجدي خارج المنزل؛ لأنني امرأة عاملة, وأحاول تعويضه بالرضاعة الطبيعية خلال فترة تواجدي في المنزل، وأحيانا كثيرة عند محاولتي القضاء أشعر بضعف بالتركيز أثناء العمل وبالجوع، وأخاف أن يقل حليب الرضاعة لدي، وأياما أخرى أستطيع إكمال الصيام دون جهد، فماذا أفعل في القضاء؛ لأن رمضان سيدخل علينا وعليّ قضاء رمضان الفائت؟.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما دمت أفطرت ـ وأنت حامل ـ خوفا على نفسك وعلى الجنين فإنه يلزمك القضاء فقط، كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 113353.
ويكون القضاء في الفترة الممتدة ما بين رمضان الذي أفطرت فيه ورمضان الذي يليه.
وعليه، فالواجب عليك عند عدم العذر أن تقضي ما أفطرته من رمضان السابق خلال الفترة المتبقية قبل دخول رمضان القادم، إن كنت تستطيعين الصوم ـ ولو مع بعض المشقة التي يمكن تحملها ـ ولا يجوز لك في هذه الحالة تأخير القضاء إلى دخول رمضان، وإن فعلت فإنه يكون عليك الإثم لذلك، ويلزمك مع القضاء إخراج مد عن كل يوم أخرت قضاءه.
أما إن كنت لا تستطيعين القضاء في هذه الفترة التي ترضعين فيها لخوف ضرر عليك أو على ابنك، فيجوز لك تأخير القضاء إلى أن يزول هذا العذر، ولا تلزمك الفدية إذا دخل عليك رمضان الموالي دون أن تقضي ما عليك، لأنك تركت القضاء لعذر شرعي.
وبخصوص الأعذار التي ذكرت فنود تنبيهك إلى ما يلي:
1ـ الشعور بالجوع ليس عذرا بإطلاق يبيح لك تأخير القضاء، وراجعي الفتوى رقم: 185815، وإحالاتها.
2ـ ضعف التركيز أثناء العمل أو ما شابه ليس عذرا أيضا لتأخير القضاء، إلا إذا ترتب عليه مرض أو مشقة شديدة لا يمكن تحملها فحينئذ يكون عذرا لتأخير القضاء، إن كان الشخص لا يستطيع ترك العمل أو تغيير وقته، وانظري الفتوى رقم: 139827، والفتوى رقم: 67852.
وقد ذكرت السائلة أنها تصوم في بعض الأيام دون جهد، وهذا يدل على أن ما تتحدث عنه لا يصل حد المشقة الخارجة عن المعتاد، وبالتالي فالأصل أن تصوم حتى تجد مشقة لا تستطيع تحملها فتفطر.
3ـ إذا كان الحليب يقل مع الصوم بحيث يضر بالرضيع، فللمرضع أن تؤخر القضاء، أما إن كان لا يضره، أو وجدت امرأة ترضعه ولو بأجرة وقبلها الولد فلا يجوز لها تأخير القضاء، كما أشرنا في الفتوى رقم: 214693.
ولمزيد الفائدة تراجع الفتوى رقم:55520، والفتوى رقم: 10224.
والله أعلم.