السؤال
ما تفسير الآية الكريمة: لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم؟ وهل يجوز للمظلوم أن يدعو على الظالم كأن يقول: اللهم اجعل مصيبته في صحته، أو أولاده، أو ما شابه، أو أن يلعنه؟
ما تفسير الآية الكريمة: لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم؟ وهل يجوز للمظلوم أن يدعو على الظالم كأن يقول: اللهم اجعل مصيبته في صحته، أو أولاده، أو ما شابه، أو أن يلعنه؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:
فقال الإمام ابن كثير في تفسيره لهذه الآية ما نصه: قال ابن أبي طلحة عن ابن عباس: في الآية يقول: لا يحب الله أن يدعو أحد على أحد إلا أن يكون مظلوماً فإنه قد أرخص له أن يدعو على من ظلمه. وذلك قوله: إلا من ظلم. وإن صبر فهو خير له.
ثم قال بعد أسطر: وقال عبد الكريم بن مالك الجذري في هذه الآية: هو الرجل يشتمك فتشتمه ولكن إن افترى عليك فلا تفتر عليه. لقول الله تعالى: (ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل) [الشورى 41]. اهـ.
وعلى هذا؛ فيجوز له أن يعفو عن الظالم ويصفح. قال الله تعالى: وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ [الشورى: 40، 41، 42، 43].
وروى مسلم والترمذي وأبو داود عن أبى هريرة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: المستبان ما قالا فعلى البادئ منهما ما لم يعتد المظلوم.
وإن دعا المظلوم على ظالمه، فلا يدعون على أبويه ولا على أولاده. ولا يلعنه إلا إذا كان الظالم بدأ باللعن ولا يدعو عليه بأكثر مما ظلمه به للحديث السابق.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني