السؤال
عمي موظف في مركز صحي حكومي، والجهة الحاكمة ظالمة، وهو أمين على اللوازم والأغراض التي تخص المستوصف، وقد أعطانا مدفئة وجهازا إلكترونيا للطبخ وتحضير الطعام يسمى طباخا، ونقوم بتحضير الطعام عليه، كما أن عمي أخبرنا أنهم لا يحتاجونه في المركز، وعند انتهائنا من استخدامه فسوف يعيده، فهل يجوز لي أنا وإخوتي استخدامه؟ وهل يجوز أن نأكل من الطعام الذي تحضره والدتي باستخدام الجهاز؟ والأكل الذي أكلناه سابقا كيف نتوب منه؟ وهل يحول بيننا وبين إجابة الدعاء، والأسعار في بلدنا مرتفعة، ولا يستطيع الإنسان تأمين كل احتياجاته؟.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالأصل عدم جواز استخدام أدوات العمل في غير ما خصصت له، فضلا عن أخذها خارج العمل دون إذن، ولو كان ذلك بنية إعادتها لاحقا، وانظر الفتوى رقم: 66663.
ومجرد كون الجهة الحاكمة ظالمة لا يبيح لأحد الأخذ من مالها بغير حق، وانظر الفتوى رقم: 66155.
وإنما قد يجوز لمن تحقق وقوع الظلم عليه من تلك الجهة أن يأخذ من مالها بقدر مظلمته إذا تعين ذلك سبيلا للحصول على حقه، وهذا بناء على من أجاز ذلك فيما يعرف بمسألة الظفر، وقد ذكرنا مذاهب العلماء فيها في الفتوى رقم: 28871. وانظر أيضا الفتوى رقم: 144019.
وعلى تقدير حرمة ما فعله عمكم، فعليكم بالإنكار عليه وعلى والدتكم بالأسلوب الحسن المناسب، وأما بخصوص الطعام المطبوخ بالجهاز المذكور: فلا يحرم تناوله، وإنما غايته أن يكون مكروها عند بعض أهل العلم، وانظر الفتويين رقم: 170593، ورقم: 96308.
وإن رأيتم ترك تناوله من باب إنكار المنكر فحسن.
والله أعلم.