السؤال
حصل موقف مع أحد زملائي في العمل، في مسألة التوبة الرابعة لشارب الخمر، حيث كنا في هذا الحوار مع سخرية من جانبه، فلم أكن حافظا للحديث حيث قال لي: أعلمني لكي أرى كم بقي لي من توبة، فقلت له: هذا دين يا فلان، لا يجوز لك الاستهزاء، ودار الحديث، وانتشر الحوار، وجاء البعض يقول: الله غفور رحيم، سبحانه. لكن الخمر شبهها الله بالأوثان.
فأريد من سماحتكم فتوى بخصوص شارب الخمر: هل هنالك عدة توبات، بعدها يسخط الله على الشارب والعياذ بالله؟
وما حكم الاستهزاء بأمور كذلك، لإضحاك من حوله؟
جزاكم الله الخير.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فقد فصلنا الكلام في الفتوى رقم: 23674 عن هذا الحديث الوارد في شارب الخمر، وما فيه من الوعيد الشديد على من شربها بعد الرابعة، فراجعه، ولفظه: مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ لَمْ يقبل الله لَهُ صَلاَة أرْبَعِينَ صَبَاحاً، فإنْ تَابَ، تَابَ الله عَلَيْهِ، فإنْ عَادَ لَمْ يَقْبَلْ الله لَهُ صَلاَةً أَرْبَعِينَ صَبَاحاً، فإنْ تَابَ، تابَ الله عَلَيهِ، فإن عاد لم يقبل الله له صلاة أربعين صباحاً، فإن تاب تاب الله عليه. فإنْ عَادَ الرابعة، لَمْ يَقْبَل الله لَهُ صَلاَةُ أرْبَعِينَ صَبَاحاً، فإنْ تَابَ، لَمْ يَتُبْ الله عَلَيْهِ، وسقَاهُ مِنْ نَهْرِ الْخَبَالِ. قِيلَ: يا أبَا عَبْدِ الرحمَنِ؛ ومَا نَهْرُ الْخَبَالِ؟ قالَ: نَهْرٌ مِنْ صَدِيدِ أهْلِ النّارِ. رواه الترمذي وقال: حديث حسن، وصححه الألباني. وللفائدة أيضا راجع الفتوى رقم: 43141.
وأما عن السخرية: فمن كان يقر بصحة هذا الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، فسخر منه، فهذا كفر.
وأما من كان يقول ما يقوله جهلاً منه بأنه حديث صحيح، ولا يقصد الاستهزاء بالدين، فهو معذور بجهله، ولكن يبين له ما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم في الموضوع، ويتلطف به، وينصح بلين ورفق.
والله أعلم.