السؤال
أنا شاب في سن الـ 28، وفي أشد الحاجة للزواج والارتباط، تعلق قلبي بالإنترنت والمحادثات، وأصبح هو مصدر معارفي وصداقاتي، وتعلقت ببنت من أحد برامج المحادثات الصوتية، وشاهدت صورة لها، وهي كذلك، وقررت أن أتقدم لخطبتها، وأوضحت لها ذلك، ولكن بكلمات غير مباشرة وواضحة، فشعرت بتغير منها في بعض التصرفات لإرضائي، لكن دائما يجول في عقلي: أنه بعد الزواج ربما تحدث خيانة ولو كانت خيانة صوتية بدخولها لهذه الغرف الصوتية، ومكالمة الشباب، وأعاتب نفسي: كيف تتزوج شابة تحدثت مع غيرك أو.. أو..
ولكني أجد فيها الطيب، والجمال، وبذرة طيبة للوازع الديني ربما برعايتي لها وتقويمها سيصلح الحال, ولا أريد أن أظلمها بكثرة الشك، وكلنا لنا ذنوب.
فبماذا تنصحونني؟ وماذا أفعل مع نفسي ومعها؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فننصحك بتقوى الله تعالى، والبعد عن التحدث مع النساء الأجنبيات؛ فإنه باب شر وفساد، وخطوة من خطوات الشيطان التي يستدرج بها العبد ليوقعه فيما هو أكبر، وقد قال الله تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ... } [النور: 21].
والمرأة إذا كانت تحادث الرجال على المحادثات الفورية (الشات)، وتعطيهم صورها، ونحو ذلك، فإنها غير مرضية الدين، ومثلها لا تطلب للزواج بها حتى تستقيم، وتقلع عن معصيتها، وقد جاء في الحديث: تَخَيَّرُوا لِنُطَفِكُمْ وَانْكِحُوا الْأَكْفَاءَ. رواه ابن ماجه، والحاكم. قال السندي في حاشيته: قَوْله: ( تَخَيَّرُوا لِنُطَفِكُمْ ) أَيْ: اُطْلُبُوا لَهَا مَا هُوَ خَيْر الْمُنَاكِح وَأَزْكَاهَا، وَأَبْعَدهَا مِنْ الْخُبْث وَالْفُجُور ... اهـ.
فلتسارع -أيها الأخ السائل- إلى الزواج ممن هي مرضية الخلق والدين. وانظر الفتوى رقم: 118252 عن حرمة استعمال المحادثات الفورية (الشات) في محادثة النساء، ومثلها الفتوى رقم: 28328 .
والله تعالى أعلم.