السؤال
ما هو الشرك في مجتمعنا المعاصر؟ متى نقع في الشرك؟ وما العمل وكيف أقي نفسي من الشرك الأكبر؟ ما هو الدعاء؟ وهل حين أصلي ركعتين توبة يوميا بنية التبرؤ من الشرك حتى أموت مسلمة، فأنا موسوسة وأشك أن كل شيء شرك، لا أريد أن تقول لي أعرضي، فأنا أعلم أنه علاج، لكن أنا أريد أن أطمئن على آخرتي، هل أفعل كذلك أم كيف أتصرف؟ لأني أكره الشرك وأخاف الوقوع فيه، وشغلي الشاغل تجنبه، دلوني.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنا قد بينا في الفتوىين التالية أرقامهما: 7386، 278938، تعريف الشرك وأنواعه وبعض الأمثلة الواقعية المعاصرة، وأما عن التوقي منه والدعاء فعليك بالاستعاذة من الشرك والاستغفار منه دائمًا، وبالدعاء الذي أرشد إليه النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـأبا بكرـ رضي الله عنه حيث قال له: والذي نفسي بيده؛ للشرك أخفى من دبيب النمل، ألا أدلك على شيء إذا قلته ذهب عنك قليله وكثيره؟ قل: اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم، وأستغفرك لما لا أعلم. رواه البخاري في الأدب المفرد، وصححه الألباني
وأما عن الصلاة فإنه تشرع الاستعانة بها وسؤال الله بها على العموم؛ لقوله تعالى: وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ {البقرة:45}.
واما المداومة يوميا على هاتين الركعتين فلا نعلم له دليلاً شرعياً، ولا أن أحداً من الفقهاء قال به، فلا ينبغي المداومة عليها من غير وجود سببها، وهو الوقوع في الذنب.
علما بأن المواظبة على الفرائض وعلى ركعتي الفجر تكفي في سؤال الله الهداية والثبات وفي البراءة من الشرك وأهله، فإنه تستحب قراءة سورة الإخلاص والكافرون في ركعتي رغيبة الفجر، كما روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: قرأ في ركعتي الفجر قل يا أيها الكافرون، وقل هو الله أحد.
وأخرج مسلم في صحيحه وأصحاب السنن وغيرهم من حديث أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: قال الله عز وجل: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي ما سأل، فإذا قال العبد: الحمد لله رب العالمين، قال الله: حمدني عبدي، فإذا قال: الرحمن الرحيم، قال الله: أثنى علي عبدي، فإذا قال: مالك يوم الدين، قال: مجدني عبدي، وقال مرة: فوض إلي عبدي، وإذا قال: إياك نعبد وإياك نستعين، قال: هذا بيني وبين عبدي، ولعبدي ما سأل، فإذا قال: اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين، قال: هذا لعبدي، ولعبدي ما سأل.
والله أعلم.