السؤال
أنا رجل عمري 32 سنة، مقيم بالمملكة العربية السعودية، وعندي طفل عمره 4 سنوات، السؤال: لقد طلقت زوجتي، وأخذت الطفل معها بحكم الحضانة بأنها للأم، ولكن بعد استشارة أكثر من شخص قالوا لي بأن حضانة الأم تسقط عنها إذا كانت تريد السفر خارج مكان إقامة الأب، مع العلم بأن الأوضاع بسوريا خطرة بسبب الحرب، وأنا مقيم في المملكة السعودية، وبعد مضي سنة من طلاق الأم سافرت إلى تركيا والطفل معها، واتصلت بهم أكثر من مرة، ولكنهم لا يريدون أن أرى ابني أو حتى أن أكلمه على الهاتف.
سؤالي الآن: هل يحق لي بالشرع أن أذهب إلى تركيا وآخذ حضانة الطفل؟ مع العلم بأن الطفل عمره أربع سنوات.
أرجو الإجابة ولكم الشكر الجزيل.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله تعالى أن يزيل عن إخواننا المسلمين في سوريا الهم، ويكشف الكرب، وأن يجعلهم آمنين في منازلهم، وأن يرزقهم العافية في أنفسهم وأموالهم وأهليهم، إن ربنا على كل شيء قدير، وكل شيء عليه يسير. ونوصيهم بالدعاء، ولا سيما أدعية الهم والغم والكرب، وقد ذكرنا جملة منها بالفتوى رقم: 70670.
وجمهور الفقهاء على أنه إذا انتقل أحد الأبوين سفر نقلة واستقرار، فإن الحضانة تكون للأب، واستثنى بعضهم الرضيع، وأنه يكون مع أمه، وسبق بيان ذلك في الفتوى رقم: 134074، والذي ننصح به مراعاة مصلحة المحضون، والحذر من جعله ضحية للخلافات بين الأبوين، فإن كانت مصلحته في بقائه مع أمه فلا تحرمه من ذلك، وإن كنت تخشى عليه منها فسادا أو ضياعا، فارفع الأمر إلى القضاء الشرعي هنالك، وانظر الفتوى رقم: 118375.
ولا يجوز لمن له الحضانة من الأبوين منع الآخر من رؤية المحضون أو التواصل معه، وإلا كان ظالما معتديا، ففيه ظلم للأب، وظلم لهذا الطفل، فهو في حاجة إلى تعاهد أبيه بنصحه وحسن توجيهه ورعايته، ويمكن أخذ هذا الاستحقاق عن طريق القضاء إن أصرت الأم على المنع.
والله أعلم.