السؤال
أعاني من وسوسة، وأحاول تجاهلها، ولكن الموضوع معي أشبه بنسيان، فكثيرا ما أتمضمض في الوضوء وأستنشق، وعند غسل الوجه لا أذكر أني استنشقت فأعيد، وكذلك في الصلاة أقرأ الفاتحة خلف الإمام لأني أرى بوجوبها ثم أشك في قراءتها فأعيد، رغم علمي من موقعكم بكراهة تكرار الفاتحة، ورغم ذلك وأكون منتهيا من قراءتها فأظن أني لم أقرأها، فماذا أفعل؟ وهل يسعني أن أتجاهل إعادتي للاستنشاق في الوضوء، وتجاهل قراءة الفاتحة باعتبار أن هذا قد يكون وسوسة؟.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
ففي البداية نسأل الله تعالى لك الشفاء العاجل مما تعانيه من وساوس وشكوك, ثم إذا كان الحال على ما ذكرت من كونك تشك كثيرا في بعض أمور عبادتك, فإنك غير مطالب بإعادة ما شككت فيه, فلا تعد المضمضة ولا الاستنشاق, ولا قراءة الفاتحة, وصلاتك صحيحة, فالشخص إذا كثر شكه, فإنه يعرض عن الوساوس, ولا يأتي بما شك فيه, جاء في مطالب أولي النهى للرحيباني الحنبلي: و(لا) يشرع سجود السهو (إذا كثر) الشك، (حتى صار كوسواس، فيطرحه وكذا) لو كثر الشك (في وضوء وغسل وإزالة نجاسة)، وتيمم، فيطرحه؛ لأنه يخرج به إلى نوع من المكابرة، فيفضي إلى زيادة في الصلاة مع تيقن إتمامها، فوجب اطراحه، واللهو عنه لذلك. انتهى
وضابط الشك الكثير أن يأتي كل يوم, لو مرة, كما سبق تفصيله في الفتوى رقم: 171637.
وعليك لزاما أن تراجع الفتوى رقم: 51601، وتعمل بمقتضاها فإن ذلك هو العلاج النافع لما تعاني منه بإذن الله تعالى .
والله أعلم.