السؤال
هل معنى: "المرأة خلقت من ضلع أعوج" أنها ناقصة، عوجاء الأخلاق، وأن الرجل كامل، أم هذا يتعلق بما جبلت عليه المرأة من العاطفة؟ وبالنسبة لحديث: "ولولا حواء لم تخن أنثى زوجها" هل هذا يعني: أن النساء بطبعهن الخيانة، وأن الرجل بطبعه البراءة، وإن كانت من طبيعتها ذلك، فلماذا تحاسب على هذا؟ أريد أن تفسروه لي تفسيرًا صحيحًا لكيلا يخطر في بالي أن في ذلك إهانة للمرأة، وأود أن أقول: إن الخطأ مما جبل عليه الإنسان ذكرًا كان أم أنثى، وجزاكم الله خيرًا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد سبق أن بينّا أصلًا عامًّا في هذا الجانب، وهو: أن ذكر الطبيعة الفطرية للمرأة لا يعني الغض من شأنها، بل فيه حث للأزواج لمراعاة هذه الطبيعة، وإحسان التعامل مع المرأة، والاستيصاء بها خيرًا. وانظر الفتوى رقم: 130381. وأفضلية الرجل على المرأة إنما هي أفضلية الجنس على الجنس، وإلا فقد تكون امرأة أفضل من رجال، كما أوضحنا في الفتوى رقم: 131839.
وحديث: "لولا حواء لم تخن أنثى"، سبق بيان المعنى المراد منه في الفتوى رقم: 50860. وليس المراد بمعناه: أن هذا قدر مقدور على المرأة، بحيث تفعله كل امرأة، ففي النساء كثير من الدينات، الصينات، الطاهرات، العفيفات. قال تعالى: فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ {النساء:34}، قال السدي، وغيره: أي: تحفظ زوجها في غيبته في نفسها وماله. اهـ. ولا يعني الحديث بأن هذا الفعل قدر مقدور على المرأة، لا مفر لها من الوقوع فيه، كالمرض، والموت، فلا تؤاخذ عليه أبدًا، ولكنها محل امتحان في هذا الجانب كالرجل تماما، فناج مسلم، وغاو محاسب، قال تعالى: إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا {الإنسان:3}، وفي الحديث المتفق عليه عن أبي هريرة -رضي الله عنه-: عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "سبعة يظلهم الله في ظله .... ورجل طلبته امرأة ذات منصب وجمال، فقال: إني أخاف الله..." الحديث. والمرأة كالرجل، قال الصنعاني في سبل السلام: واعلم أنه لا مفهوم يعمل به في قوله: "ورجل تصدق" فإن المرأة كذلك إلا في الإمامة... اهـ.
والله أعلم.