السؤال
أرجو منكم قراءة هذه الرسالة و بيان إذا كان فيها خطأ شرعي، لأني أريد أن أنصح بها نفسي و من حولي.
عندما قرأت الفتوى رقم 40337، ظللت أفكر فيها طوال اليوم حتى توصلت إلى نتيجة وهي أن المرأة يمكن أن تكون أعلى من الرجل و لكن لا يمكن أن تكون أمامه، تكون أعلى إما بالتقوى أو بالعلم أو بالذكاء، و لكن لا تكون أمام بالولاية والقوامة وهذا له علاقة بأصل الخلقة بين الجنسين ولا يزيده تحصيل أو عمل أو اجتهاد، فلو مثلنا ذلك بمحاور الرياضيات، المحور الرأسي و المحو الأفقي، و وضعنا العلم والتقوى على المحور الرأسي والولاية والقوامة على المستوى الأفقي، قلنا بفتح الباب للجنسين على المستوى الرأسي، ولكن على المستوى الأفقي يقتصر فقط على الذكور. لماذا أقول هذا الكلام؟ لأني منذ الصغر وطوال دراستي في المدارس المختلطة الإجبارية، كان أغلب الطالبات يتفوقن في الجانب العلمي على الطلبة وهو الجانب الرأسي الذي تحدثت عنه، لعدة أسباب منها الذكاء والصبر على التحصيل والخوف الزائد والاهتمام أو لأن الإناث يبلغن قبل الذكور أو لدوافع أخرى، ومن هنا تم إدخال الشبهة لنا وهي أن سبق الإناث في الجانب الرأسي يجعلهن أصلح وأقدر على تحمل مسؤوليات الجانب الأفقي، وهذه الشبهة أدت إلى رجوع الطلبة إلى الوراء في الجانب الأفقي جانب الولاية والقوامة وترك المجال للإناث، واهتزت الثقة و ظهرت اللامبالاة وعدم التحلي بالمسؤولية والاعتقاد بأن الزمان تغير وأنه عصر المرأة، وأيضا أدت هذه الشبهة إلى اغترار الطالبات ودفعتهن إلى البروز والتقدم في الجانب الأفقي محققات بذلك حلم الإناث القديم في الحكم والولاية، مفتونات بالتيار العام الجارف وتحطم الحواجز أمام هذا التيار بسهولة شديدة، وهذا أعطاهن دافعا قويا على زيادة التعليم والتحصيل العلمي والارتقاء في الجانب الرأسي والزيادة بأقصى ما يمكن، ذلك تحت معادلة كلما ازددت تحصيلا في الجانب الرأسي كلما فتحت لك أبوابا في الجانب الأفقي. نتيجة لانشغالي بهذا الموضوع و مراقبته عن كثب وقراءة الفتاوى الشرعية بهذا الخصوص لاحظت أنه:
1. إذا أغلق الباب في الجانب الرأسي على الإناث، بحجة قطع الطريق عليهن في الجانب الأفقي، تصبح الأنثى جاهلة وثقيلة على الرجل في تحمل أعباء الدين والدنيا و فيه ظلم واضح وهذا مشاهد.
2. إذا فتح الباب في الجانب الأفقي على الإناث، بحجة التطور واعتقاد العدل في ذلك، في جانب الولاية أصيبت الجماعة بعدم الفلاح كما ورد في الحديث الصحيح و هذا شاهدته بأم عيني، وفي جانب القوامة ظلم للأنثى باعتبار تفضيل الله للذكر في هذا الجانب من حيث الخلقة.
3. أن الشبهة معتمدة أساسا على خلط الناس بين المستوى الرأسي والمستوى الأفقي واعتقادهم أنهما يسيران في نفس الاتجاه، حتى إذا قام بعض المصلحين بالكلام عن ولاية المرأة ارتبط في الأذهان بشكل سريع أن الداعي يدعو إلى وقف تعليم المرأة أو حرمانها من حقها في العلم والرقي أو طمس قدراتها الطبيعية والعقلية، وتكون الإجابة السريعة المعروفة أليست المرأة نفس أليس لها حق في التعلم والتعبير وإبداء الرأي وإعطاء المشورة والتقوى والصلاح؟
4. تركيز الدعاة و المصلحين والآباء والإخوة في البيوت فقط على الدعوة والعمل على إغلاق الطريق الأفقي على المرأة، ثم التوقف، وعدم بذلهم نفس الجهد على فتح الطريق الرأسي لها، مما جعل الباب مفتوحا على مصراعيه لأصحاب هذه الشبهة لاستغلال نقطة الضعف هذه وبذل الجهد في تيسير التعليم وتشجيع المرأة على التحصيل العلمي و إعطائها حقها المفقود أو المتجاهل عنه أو الغير مهتم به، لاستدراجها شيئا فشيئا للتقدم في الجانب الأفقي، وسلاحهم في ذلك التلبيس وخلط الناس بين المستويين.
5. الاعتقاد بأن تنمية المرأة في الجانب الرأسي هو أمر ثانوي أو غير أساسي أو أنه غير ذي أولوية في المعركة، في حين أن الاهتمام بهذا الجانب له أهمية رص وتهيئة وتأمين الصفوف الخلفية حتى لا يؤتى المسلمين منها وبالتالي الانشغال بتهيئة الصفوف الأمامية للرجال والتفرغ للتصدي للأعداء.
6. اعتقاد الرجل أنه أفضل في الجانب الأفقي يمنعه من تلقي العلم والمشورة من المرأة وهي من خصائص الجانب الرأسي و قد يجعله حساسا في هذا الموضوع وقد يحرم نفسه من خير، أو قد يشعر بالصغر أو أن رجولته قد خدشت، وقد يدفعه في أسوأ الأحوال إلى بطر الحق، وغمط المرأة كبرا.
الأسئلة:
- إذا فهم و التزم كل من الذكور و الإناث مكانه في الجانب الأفقي، فهل يجوز التنافس بينهم في الجانب الرأسي فقط كبين الإخوة والأخوات أو الزوج و الزوجة أو الأم و الابن؟
- هل يكون التمايز في الجانب الرأسي مقياسا لتقدم الرجال فيما بينهم في الأفضلية و التصدر للولاية والقوامة أم أن هناك عوامل أخرى؟
- ما المقصود بالجنس المذكور في عنوان الفتوى؟