السؤال
سؤالي بخصوص أن لدي عددا من أيام رمضان، في سنين مختلفة لم أصمها بسبب الحيض، وأخرى بسبب النفاس، وأخرى بسبب الرضاعة. والمشكلة أن الأيام تراكمت علي، ومر علي كذا رمضان وأنا لم أقضها. وأنا الآن أرضع طفلتي الثانية، فأخشى أن أصوم ويؤثر ذلك على الرضاعة، كما أنه يصيبني الوهن (انخفاض ضغط الدم) تقريبا بشكل يومي، وما يصاحبه من أعراض الدوخة، وغشاوة طفيفة في الرؤية، وتعب عام، فأخشى من الصوم لهذا السبب أيضا، مع العلم أن هذا العرض قد أصابني منذ قرابة العام، وهو في ازدياد، ولم أجد له علاجا بعد عند الطبيب.
فهل أطعم عن هذه الأيام مسكينا عن كل يوم؟
كما أن شهر رمضان لهذا العام، مرَّ علي وأنا نفساء، ولم أقضه بعد، وأخشى من الصوم للأسباب نفسها.
فهل أطعم عنه أيضا لكل يوم مسكينا؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله، وصحبه، ومن والاه، أما بعد:
فالواجب عليك- أختي السائلة-أن تصومي تلك الأيام التي أفطرتِها، سواء بسبب الحيض، أو النفاس، أو المرض، أو الحمل، أو الرضاع، أو غير ذلك، ولا تنتقلي من القضاء إلى الإطعام إلا إذا عجزت عجزا دائما عن الصيام؛ وانظري الفتوى رقم: 227893 عن شروط جواز العدول عن قضاء الصيام الواجب إلى الإطعام.
والظاهر أن التعب الذي تجدينه عند الصيام ليس دائما، وإنما هو بسبب الرضاع، فالواجب عليك أن تصومي، ولا يجب عليك أن تتابعي الصيام، بل يجوز لك أن تصوميها متفرقة على حسب ما يتيسر لك، والأيام التي أخرت قضاءها حتى دخل عليك رمضان آخر، إن كان التأخير بغير عذر، يلزمك أن تطعمي مسكينا عن كل يوم مع القضاء.
جاء في الموسوعة الفقهية: اختلفوا فيمن أخّر قضاء رمضان، حتّى دخل رمضان آخر بغير عذر، هل تجب عليه الفدية مع القضاء، أو لا؟
فذهب جمهور الفقهاء-وهم المالكيّة، والشّافعيّة، والحنابلة، وابن عبّاس، وابن عمر، وأبو هريرة، ومجاهد، وسعيد بن جبير، وعطاء بن أبي رباح، والقاسم بن محمّد، والزّهريّ، والأوزاعيّ، وإسحاق، والثّوريّ-إلى لزوم الفدية مع القضاء، وهي مدّ من طعام عن كلّ يوم. اهـ.
وانظري المزيد في الفتوى رقم: 201412، والفتوى رقم: 158135.
والله أعلم.