السؤال
لي قريب أخذ مني مبلغًا من المال عنوة دون أدنى حق، فهل دعائي عليه من الإثم الذي ذكره الرسول في الحديث:(لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم، أو قطيعة رحم ...) ، أم دعوة مظلوم على ظالمه؟ وما أفضل وقت لقراءة القرآن؟ وما الأوقات المجاب فيها الدعاء؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن من دعا على من ظلمه بأخذ ماله عنوة بغير حق شرعي لا إثم عليه بذلك، ما دام الدعاء عليه بقدر مظلمته، وليس ذلك من الاعتداء في الدعاء؛ فقد قال الله تعالى: لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ {النساء:148}، وانظري الفتوى رقم: 31158.
وأخذ مال الغير بغير حق من الظلم البين الذي حرمه الله تعالى؛ فقد جعل الإسلام حرمة مال المسلم كحرمة دمه وعرضه، كما جاء في الصحيحين، وغيرهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أيها الناس.. إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام، كحرمة يومكم هذا، في بلدكم هذا، في شهركم هذا، فأعادها مراراً ثم رفع رأسه فقال: اللهم هل بلغت.
وأما قراءة القرآن فإنها فاضلة في كل وقت، فقد كان صلى الله عليه وسلم يقرأ القرآن في كل أوقاته ما لم يكن جنبًا، فعن علي -رضي الله عنه- قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يخرج من الخلاء فيقرئنا القرآن، ويأكل معنا اللحم، ولم يكن يحجبه أو يحجزه عن القرآن شيء ليس الجنابة. رواه أبو داود، والنسائي، وروى ابن ماجه نحوه، وفيه ضعف.
وأما إجابة الدعاء فإنها تكون في كل وقت، وعلى كل حال، ما لم يدع العبد بإثم، أو قطيعة رحم؛ فقد قال تعالى: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ {البقرة:186}، ومن المظان التي يعظم فيها رجاء إجابته أن يكون عند السجود، ودبر الصلوات المكتوبات، وثلث الليل الآخر، وبين الأذان والإقامة، وآخر ساعة بعد العصر من يوم الجمعة، ويوم عرفة، وليلة القدر، وعند الفطر من الصيام إلى غير ذلك من الأوقات التي دلت السنة على أن الدعاء فيها أرجى إجابة.
وانظري الفتوى رقم: 2150.
والله أعلم.