الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم التزوج من شاب أبوه يعمل في فندق يقدم الخمور

السؤال

تقدم لخطبتي شاب عملت معه، وأعرف خلقه جيداً، وهو ملتزم، ومجتهد بشهادة الجميع، ولكن أباه يعمل في قسم شؤون العاملين بأحد الفنادق التي تقدم الخمور.
هل يجوز قبول الخطبة، علماً بأن الأب سيساهم في نفقات الزواج؟
وما حكم أموال الأب في هذه الحالة؟ أهي حرام أم مختلطة؟
وهل عليّ إثم إن قبلت الزواج بهذه الأموال، وأنفقت منها، أو تذهب بركتها؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن كان الخاطب ذا دين، وخلق فاقبلي به، ولا يضره عمل والده في الفندق المذكور. ولا بأس من قبول مشاركة والده في نفقات الزواج، وأموال والده الأصل فيها الحل، وعمله في شؤون العاملين في الفندق الذي يقدم الخمور ليس بحرام إذا لم يكن له علاقة بتقديم الخمور، وبيعها ونحو ذلك. على أن بعض العلماء يرى أن المال المحرم لكسبه، لا تحرم معاملة كاسبه فيه؛ لأن الحرمة متعلقة بذمة الكاسب، لا بعين ماله.

قال ابن عثيمين: وأما الخبيث لكسبه فمثل المأخوذ عن طريق الغش، أو عن طريق الربا، أو عن طريق الكذب، وما أشبه ذلك؛ وهذا محرم على مكتسبه، وليس محرما على غيره إذا اكتسبه منه بطريق مباح؛ ويدل لذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعامل اليهود مع أنهم كانوا يأكلون السحت، ويأخذون الربا، فدل ذلك على أنه لا يحرم على غير الكاسب .اهـ. من تفسير سورة البقرة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني