الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل تأثم الفتاة بحب شاب لها دون سبب منها؟

السؤال

أنا فتاة ملتزمة ومحتشمة ـ والحمد لله ـ أدرس الهندسة في الجامعة، ومشكلتي أنه يوجد شب معجب بي، وقلبه متعلق بي، ولم يأت إلي أبدا، لكنني أراه مهتما بي، وأخاف من هذا الشيء، لأنه شاب غير ملتزم، ودائما أراه ينظر إلي في الجامعة، فهل يقع علي ذنب في أنه يحبني؟ مع أنني فتاة محتشمة كثيرا في لباسي، وهذا السبب في إعجابه بي، وإذا تقدم لخطبتي فماذا أفعل؟ وهل أوافق على الرغم من أنه غير ملتزم؟ أرجوكم ساعدوني، لأنني أصبحت أخاف من الذهاب إلى الجامعة.
وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فمن المقرر شرعا أنه لا يؤاخذ أحد بجريرة أحد، فكل إنسان مسؤول أمام الله تعالى يوم القيامة عن عمله، قال سبحانه وتعالى: كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ {المدثر:38}. وقال سبحانه: مَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا {الإسراء:15}.

فلا يلحقك إثم بما يحدث من هذا الشاب من النظر إليك ونحو ذلك مادمت ملتزمة بالحجاب، مبتعدة عن الاختلاط المحرم الذي يدعو للفتنة، ولا ينبغي لك أن تهتمي لهذا الأمر، أو تشغلي نفسك به، بل اصرفي همتك إلى ما ينفعك من أمر دينك ودنياك، ولو قدر أن تقدم لخطبتك والزواج منك، فإن كان حينئذ مرضي الدين والخلق في الجملة بمعنى أنه يحافظ على الفرائض ولا يأتي الكبائر، فلا بأس بقبوله زوجا، وأما إن كان يفرط في الفرائض كتضييع الصلاة مثلا، أو كان ممن يغشى شيئا من الكبائر، فلا تقبلي به زوجا، فإن الشرع قد حث على قبول صاحب الدين والخلق، كما بينا في الفتوى رقم: 2494.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني