السؤال
نشرت فتاة موضوعًا في أحد المنتديات وهو: أن هناك امرأة كانت تشغل القرآن في منزلها، وكانت واقفة في الشرفة، ولم يكن معها أحد في المنزل، وفجأة سمعت صوتًا في الشقة، فذهبت مسرعة، فلم تجد أحدًا، ثم سمعت صوتًا يناديها باسمها، وعندما دخلت، لم تجد أحدًا، وبعد ذلك وجدت أن الشباك يفتح ويغلق وحده، فظنته هواء، فأغلقته، ثم عاد مرة أخرى، وكلما مرت بجانب الحمام تشعر بقشعريرة، فهل لهذا أصل؟ وقالت إحدى الفتيات في التعليق: اجعليها تضع كيس سكر أمام الحمام في الليل، فإن استيقظت ولم تجده، فلتعلم أن هناك أحدًا في الشقة -عفاريت- فما مشروعية ذلك؟ وهذا الموضوع ليس خاصًا بي، وهل يمكن للعفاريت أن توجد أثناء تشغيل القرآن الكريم؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فقد يكون ما شعرت به هذه المرأة مجرد وهم، وقد يكون من الجن، والله أعلم بحقيقة الحال.
وأما ما ذكرته المعلقة على الموضوع، فلا نعلم له أصلًا، والذي يعتصم به من الشياطين هو الاستعاذة بالله من شرهم، وذكر الله تعالى، وقراءة القرآن، كما قال تعالى: وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ {الأعراف:200}، وروى مسلم في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة. وفي حديث الحارث الأشعري عند الترمذي، وغيره: وآمركم أن تذكروا الله تعالى، فإن مثل ذلك كمثل رجل خرج العدو في أثره سراعًا، حتى إذا أتى على حصن حصين، فأحرز نفسه منهم، كذلك العبد لا يحرز نفسه من الشيطان إلا بذكر الله تعالى.
وعليه، فليلزم من ابتلي بشيء من الشياطين ذكر الله تعالى، وليكثر من قراءة القرآن، وليتعوذ بالله من شرهم؛ فإن الله سيصرفهم عنه بمنه.
وأما سؤالك: وهل يمكن للعفاريت أن توجد أثناء تشغيل القرآن الكريم؟
فجوابه: نعم، لكن المحافظة على الأذكار، وقراءة سورة البقرة في البيت تقي الإنسان من شرهم -إن شاء الله- بل قراءة سورة البقرة تنفر الشيطان من البيت، كما روى مسلم عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا تجعلوا بيوتكم مقابر؛ إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة.
والله أعلم.