السؤال
يطرح البعض شبهات، فأرجو منكم الرد عليها لتزول هذه الشبهة ـ بإذن الله ـ يقول البعض: في قول الله: ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ـ لو نزل القرآن اليوم لأضاف إلى الآية كلمة: والجو ـ يقصد الطائرات، أي: أن القرآن ناقص، تعالى الله وجل كلامه.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن عدم ذكر المراكب الجوية في الآية لا يدل على نقص القرآن، فإن الله تعالى لم يجعل القرآن كتاب إحصاء للنعم، وإنما جاء القرآن كتاب هداية، يبين المنهج الرباني الذي يسير عليه المكلفون في عبادتهم ومعاملاتهم، ومع ذلك فإن الله تعالى ذكر في سورة النحل ما يفيد خلقه لما لم يعلموه من المراكب، ووسائل النقل، ثم قال: وَيَخْلُقُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ {النحل:8}.
وهذا شامل للسيارات، والطائرات، وغيرها مما ظهر من المراكب مؤخرًا، ومما قد يظهر في المستقبل، قال ابن عاشور في التحرير والتنوير: فالذي يظهر لي أن هذه الآية من معجزات القرآن الغيبية العلمية، وأنها إيماء إلى أن الله سيلهم البشر اختراع مراكب هي أجدى عليهم من الخيل والبغال والحمير، وتلك العجلات التي يركبها الواحد، ويحركها برجليه وتسمى بسكلات، وأرتال السكك الحديدية، والسيارات المسيرة بمصفى النفط وتسمى أطوموبيل، ثم الطائرات التي تسير بالنفط المصفى في الهواء، فكل هذه مخلوقات نشأت في عصور متتابعة لم يكن يعلمها من كانوا قبل عصر وجود كل منها. اهـ.
والله أعلم.