السؤال
أريد أن أسأل عن قضية أشكل علي فهمها، وأريدكم أن تفيدوني جزاكم الله خيراً. في قوله تعالى:"قل سيروا في الأرض" بيَّن الشعراوي -رحمه الله- أن الإعجاز في هذه الآية يكمن في استخدام حرف الجر(في) وليس (على) مع أننا نمشي على الأرض، وذلك لأن الأرض بمفهومها الحديث تشمل الغلاف الجوي أيضا، فيكون ما هو داخل الغلاف الجوي داخل الأرض، وهنا دقة استعمال القرآن الكريم لحرف الجر (في). ما أشكل علي فهمه قوله تعالى :"والسحاب المسخر بين السماء والأرض " .
كيف يكون السحاب بين السماء والأرض وهو داخل الغلاف الجوي؟
أفيدوني جزاكم الله خيرا؛ لأن الوسواس لا يتركني وأخشى على نفسي منه.
أعتذر عن الإطالة وشكراً.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يليق بشخص موسوس أن يورد على نفسه الشبه، بل ينبغي في حقه عدم الخوض فيها، وفيما لا يترتب عليه كبير أمر يتعلق بعبادته وأحكامه.
وأما السحاب فهو داخل في الغلاف الجوي، ولكن هذا لا يمنع كونه بين السماء والأرض، فهو منفصل حسا عن الأرض وإن كان قريبا منها داخلا في الغلاف الجوي الذي هو بمثابة سقف للأرض كما قال الدكتور حماد العبيدي في كتابه: الكون من الذرة إلى المجرة: (الأرض هي الكوكب السيار الثالث من كواكب المجموعة الشمسية.... وتتميز عن كواكب المجموعة كلها بصلاحيتها للحياة...) ثم يقول: تسبح الأرض بنا في الفضاء كأنها سفينة، وسقفها هو غلافها الجوي، وهي مكيفة بالطاقة الشمسية.... وعند سيرها في دورانها حول الشمس تسير مهتزة متمايلة، وتبدو وكأنها تتدرج إلى الوراء ذلك أنها تدور ضد عقارب الساعة وبسرعة تزيد عن (23) كم في الثانية فكأنها صاروخ عابر للقارات، ورغم هذه السرعة المدهشة فإننا لا نشعر بشيء منها، لأن قوة جاذبية الأرض وثقل ضغطها الجوي على رؤوسنا يثبتنا على سطحها تثبيتا يجعلنا كأننا جزء من أديمها، وذلك من عجيب صنع الله تعالى. اهـ.
والله أعلم.