الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم الدعاء بـ: "اللهم أرسل شرطة مسلحة من ملائكتك للدفاع عني...

السؤال

هناك أدعية للرقية، وللشفاء من المس للعاشق، أو غيره، ويذكر فيها: "اللهم أرسل شرطة مسلحة من ملائكتك للدفاع عني، وحمايتي" أو ما شابه ذلك، فهل يجوز هذا الدعاء؟ وهل ورد في الأذكار، والرقية الشرعية؟ ونص الدعاء: "اللهم إني أسألك بالذكر الذي أذكرك به، وبكل عمل صالح قبلته مني، أن تمدني بمسلحة – شرطة - من ملائكتك يذبون، ويدافعون عني، فلا يستطيع إليّ سبيلًا، اللهم لا راد لقضائك، ولا راد لفضلك، فأسألك من فضلك، يا ذا الفضل والمن والعطاء، أن تحفظني بما حفظت به السماوات والأرض من شر كل طارق، اللهم احفظني".

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإنا لم نطلع في الأذكار، ولا في الأدعية المأثورة على دعاء بهذه الصيغة.

وأما عن الجواز، فإن وصف الملائكة بكونهم مسلحين، لا يظهر لنا فيه حرج؛ فإن الملائكة كانوا يجاهدون بسلاحهم مع النبي صلى الله عليه وسلم.

قال ابن كثير في التفسير: فلما أيد الله ونصر، وكبت الأعداء، وردهم خائبين بأخسر صفقة، ورجع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة مؤيدًا منصورًا، ووضع الناس السلاح، فبينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يغتسل من وعثاء تلك المرابطة في بيت أم سلمة، إذ تبدى له جبريل معتجرًا بعمامة من إستبرق، على بغلة عليها قطيفة من ديباج، فقال: أوضعت السلاح يا رسول الله؟ قال: " نعم "، قال : لكن الملائكة لم تضع أسلحتها، وهذا الآن رجوعي من طلب القوم، ثم قال: إن الله يأمرك أن تنهض إلى بني قريظة، وفي رواية فقال له: عذيرك من مقاتل، أوضعتم السلاح؟ قال:" نعم "، قال: لكنا لم نضع أسلحتنا بعد، انهض إلى هؤلاء، قال: " أين ؟ "، قال: بني قريظة، فإن الله أمرني أن أزلزل عليهم. اهـ.

ولمزيد فائدة راجع الفتويين التاليتين: 108862، 118029.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني