السؤال
هل يجوز للزوج إخبار والدته، أو أي شخص بشكل عام، عن أي شيء يخص علاقتنا الزوجية، فهناك خلاف بيني وبين زوجي، وأتمنى أن تفيدوني؛ حتى نستطيع حل الموقف بسلام، فنحن لم نرزق حتى الآن بأطفال؛ ومن ثم نواجه الأسئلة من هنا وهناك بخصوص هذا الموضوع، وخصوصًا والدتي ووالدته، أما عن والدتي: فأنا أحاول أن أقرأ عن ديني، وأعرف - على حسب علمي - أنه لا يجوز بأي حال من الأحوال السماح لأي شخص - أيًّا كان - بالاطلاع على ما يخص حياتنا الزوجية - سواء كان كبيرًا، أم بسيطًا، أم ضئيلًا – ومن ثم - مراعاة الحقوق الزوجية - عندما تسألني والدتي أخبرها أن الله لم يرد بعد، وأن هذا رزق، وما إلى ذلك من كلمات؛ بحيث لا أغضبها مني، وفي نفس الوقت لا أخبرها بأسرارنا، فأنا أتضايق كثيرًا؛ لأن السؤال عن هذا الموضوع يتطرق بطبيعة الحال، إلى: هل الدورة الشهرية جاءت أم لا؟ هل تأخرت أم لا؟ وما إلى ذلك من أسئلة، وأشعر أن زوجي يخلط الأوراق - بره بوالدته، وما يخص حياتنا الزوجية - وأنا أعرف أن هناك خطًّا فاصلًا بين البر بالأهل، وبين اطلاعهم على ما يخصنا؛ بحجة أن لا نتسبب في إزعاجهم؛ فيكون الحل أن نرضيهم بأن يعرفوا عنا كل شيء، وعلمًا أني أحسن النية تمامًا تجاه هذه الأسئلة، وأعرف تمامًا أنها من باب الاطمئنان، وليس التدخل - سواء من ناحية والدتي أم والدته - ولكني أعرف مما قرأت أنه بإمكاننا احتواء المواقف، والهروب من السؤال عن أشياء خاصة بأسلوب راقٍ، يحفظ لنا بر أهلنا، وفي نفس الوقت لا يجعلنا نفشي أسرارنا، خصوصًا أن ما جعلني أبعث هذه الرسالة أن عادتي الشهرية تأخرت هذا الشهر، وكنا نتحدث - أنا وزوجي - وعرفت أن والدته سألته عن موضوع الإنجاب - ومن حقها أن تطمئن على ابنها – ولكن من الممكن أن يجيب بأن الله لم يرد بعد - يا أمي – أو إن شاء الله خيرًا، وما إلى ذلك، أما أن يقول لها: إن عادتي الشهرية متأخرة، فهذا اعتداء على حقوقي وأسراري الشخصية، خصوصًا أني لا أتحدث عن مثل هذه الأمور، إلا مع زوجي؛ حتى والدتي لا أتحدث معها؛ لأني لا أحب التطرق لمثل هذا؛ لأنها ستجر إلى ما لا يحمد، من تدخل في لا يليق، "كتأخرت ربما حدث حمل، ومن ثم حاوِلوا أن لا يحدث بينكم علاقة زوجية، وربما يكون هذا التأخر ليس حملًا، ومن ثم سيكون السؤال: فما المشكلة؟ اذهبوا للطبيب:" وإن ذهبنا للطبيب: "ماذا حدث؟ وهل عند أحدكم مشكلة"وهلم جرًّا، ونصبح بلا خصوصية، وأنا أشعر أن هذا فيه اعتداء على خصوصية بيتنا، وخصوصيتي أنا شخصيًا، وما يثير استيائي أكثر أن زوجي يبرر بأن ذلك أمر عادي؛ ليطمئن أمه بهذا الرد، على اعتبار أن الحمل لا يحدث إلا مع عدم وجود الدورة، أو وجودها، ويقول: إنها أمه، وإن دورتي تخصه، ومن ثم تخصها، ويقول: إنها لا تتدخل - ليست حشرية - وأنا لا أتكلم عن شخص بعينه، فأشعر أنه يجعل الأمور شخصية، وأنا أتحدث عن مبدأ هام في حياتنا، ليس في هذا الموضع فحسب، فكافة شؤون الحياة الزوجية صندوق، لا يحق لأي شخص من أهلنا معرفة ما فيه، فهل هذا صحيح أم لا؟ وما رأيكم في ما ورد بيني وبين زوجي؟ وهل أنا مخطئة؟ أفيدوني؛ حتى أصحح خطئي؛ لأني حريصة على معرفة ديني، وأقرأ قدر المستطاع، وهذا الرأي كونته من خلال ما عرفته من ناحية الدين، أرجو منكم أن تفيدوني، ووجهوا كلمة لزوجي عن حدود تدخل الأهل في حياتنا؛ فهذا الموضوع يؤرقني كثيرًا، فزوجي لا يتحرج من حكاية أي شيء، ولكني صدمت عندما حدث هذا الموقف، ولم أكن أتخيل وأرى أن فيه خلطًا للأوراق بين بر والدينا وبين أسرار بيتنا.