السؤال
"وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ" الأحزاب35، كيف أكون منهم؟
وسمعت قولاً لسيدنا ابن عباس -رضي الله عنهما- فيها لكن لا أتذكره، فالرجاء ذكره.
يوجد كتاب اسمه: حصن المسلم للشيخ القحطاني -رحمه الله- هل يكفي العمل ببعض ما فيه؟
الرجاء دلوني على أسهل الطرق لأكون منهم، وما هو الضابط لأكون منهم؟
وعندي سؤال آخر، لو سمحتم: أريد قولاً جازماً في علامات المذي، مثلاً من علامات المني الرائحة المميزة له.
فهل للمذي من علامات مختلفة عن المني؟
وجزاكم الله خيراً
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فأما القول المنقول عن ابن عباس -رضي الله عنهما- في الآية فهو ما رواه علي بن أبي طلحة عنه في قوله تعالى: اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا {الأحزاب:41}: إن الله تعالى لَمْ يَفْرِضْ عَلَى عِبَادِهِ فَرِيضَةً إِلَّا جَعَلَ لَهَا حَدًّا مَعْلُومًا، ثُمَّ عَذَرَ أَهْلَهَا فِي حال العذر غير الذكر، فإن الله تعالى لَمْ يَجْعَلْ لَهُ حَدًّا يَنْتَهِي إِلَيْهِ، وَلَمْ يَعْذُرْ أَحَدًا فِي تَرْكِهِ إِلَّا مَغْلُوبًا عَلَى تَرْكِهِ، فَقَالَ: فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِياماً وَقُعُوداً وَعَلى جُنُوبِكُمْ [النِّسَاءِ: 103] بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ، وفي السفر والحضر، والغنى والفقر، والسقم والصحة، والسر والعلانية، وعلى كل حال. انتهى نقلا عن تفسير الحافظ ابن كثير رحمه الله.
وأما القدر الذي يصير العبد به من الذاكرين الله كثيرا. فقد سُئل ابنُ الصلاح عن القَدْر الذي يصير به العبد من الذاكرين الله كثيراً؟ فقال: إذا واظب على الأذكار المأثورة صباحاً ومساءً، وفي الأوقات والأحوال المختلفة، ليلاً ونهاراً، كان من الذاكرين كثيراً. انتهى. وقد جاء في الحديث عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إذا أيقظ الرجل أهله من الليل فصليا، أو صلى ركعتين جميعاً كتبا في الذاكرين الله كثيراً والذاكرات. رواه أبو داود وغيره.
فينبغي لك إن أردت أن تكون بتلك المثابة أن تلزم ذكر الله تعالى ما وسعك، محافظا على الأذكار الموظفة في الأوقات، مكثرا من الذكر المطلق، وكلما أكثرت من الذكر كلما زاد ثوابك وعظم أجرك.
وكتاب حصن المسلم من الكتب المختصرة الجيدة، فإذا حافظت على ما تيسر مما ورد فيه من الأذكار رجي لك الخير العظيم إن شاء الله.
وأما المذي فإنه سائل أبيض، رقيق، يخرج بلا شهوة عند فتور الشهوة، ولا يعقب خروجه فتور في البدن، ولا يشعر المرء بخروجه غالبا، فهذه صفته المميزة له كما ذكرها أهل العلم، وانظر الفتوى رقم: 108740 لمزيد الفائدة.
والله أعلم.