السؤال
قمت بعمل مشين من تجسس على إحدى قريباتي، وتخبيب زوجها عليها، ومحاولة فضح ما ستر الله من أعمالها، بحجة أنها تكلم رجالا، وفي البداية كان هدفي ونيتي سليمة، أن يردعها زوجها عن فسقها وفجورها، لكنني استخدمت التجسس عليها كوسيلة لإثبات ما أعرفه عنها، ومن ثم تمسك زوجها بها ولم يثنها عن أفعالها، فأخذني الغضب والحقد فحاولت التفريق بينهما عن طريق شاب حرضته على أن يكلمها ويغازلها.. والله شاهد على أني ندمت أشد الندم على فعلتي، ومن ثم حاوت أن أصلح بينها وبين زوجها حتى أكفر عن ذنبي، فهل لي من توبة؟ وهل يجب علي فضح نفسي بالاعتراف بفعلتي حتى تتحقق توبتي؟ واعترافي يمكن أن يؤدي إلى طلاقي، أسأل الله أن يستر علي في الدنيا والآخرة، فمن منا بلا أخطاء وبلا عثرات، وأخاف أن يكون عملي هذا سببا لفضحي في الدنيا أو الآخرة ولو بعد حين، فكيف أكفر عنه؟ والله إنني لا أنام من تأنيب الضمير، أفيدوني، وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالتوبة تكون بالإقلاع عن الذنب، والندم على فعله، والعزم على عدم العود إليه، وإذا كان الذنب يتعلق بحق آدمي فيشترط رد الحق له أو استحلاله منه، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ـ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: مَنْ كَانَتْ لَهُ مَظْلَمَةٌ لِأَخِيهِ مِنْ عِرْضِهِ أَوْ شَيْءٍ، فَلْيَتَحَلَّلْهُ مِنْهُ الْيَوْمَ قَبْلَ أَنْ لَا يَكُونَ دِينَارٌ وَلَا دِرْهَمٌ، إِنْ كَانَ لَهُ عَمَلٌ صَالِحٌ أُخِذَ مِنْهُ بِقَدْرِ مَظْلَمَتِهِ، وَإِنْ لَمْ تَكُنْ لَهُ حَسَنَاتٌ أُخِذَ مِنْ سَيِّئَاتِ صَاحِبِهِ فَحُمِلَ عَلَيْهِ. صحيح البخاري.
وانظري الفتوى رقم: 107269.
وعليه، فمن توبتك أن تستحلي قريبتك وزوجها مما وقع عليهما من الظلم من جهتك، ولا يلزم أن تفضحي نفسك، وإنما يكفي أن تطلبي منهما العفو عنك إجمالاً، فإن خشيت مفسدة كبيرة من استحلالهما، فتكفيك التوبة إلى الله والاستغفار، وراجعي الفتويين رقم: 18180، ورقم: 119222.
والله أعلم.