الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بيان رتبة أحاديث تتحدث عن سكان كل باب من أبوب النار

السؤال

مّن أهل الكبائر من أمة محمد كما ورد في حوار جبريل مع الرسول صلى الله عليه وسلم عندما وصف للرسول صلى الله عليه وسلم جهنم عندما ذكر الباب السابع الذين سيدخلون منه؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد:

فأهل الكبائر هم الذين يقعون في كبائر الذنوب - كشرب الخمر, والزنا, وعقوق الوالدين, وأكل الربا, وغير ذلك من الكبائر - وانظر الفتوى رقم: 97742 في تعريف الكبائر.

ولعل السائل يشير بقوله: حوار جبريل مع النبي صلى الله عليه وسلم ... إلخ، إلى الحديث الطويل الذي ذكره السمرقندي في كتابه " تنبيه الغافلين بأحاديث سيد الأنبياء والمرسلين" ويتداوله كثير من الناس عن طريق رسائل إلكترونية وأوله:
وَرَوَى يَزِيدُ الرُّقَاشِيُّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: جَاءَ جِبْرِيلُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَاعَةٍ مَا كَانَ يَأْتِيهِ فِيهَا مُتَغَيِّرَ اللَّوْنِ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا لِي أَرَاكَ مُتَغَيِّرَ اللَّوْنِ؟» فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ جِئْتُكَ فِي السَّاعَةِ الَّتِي أَمَرَ اللَّهُ بِمَنَافِخِ النَّارِ أَنْ تُنْفَخَ فِيهَا ... إلى قوله: فَقَالَ لَهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: «أَلَا تُخْبِرُنِي مَنْ سُكَّانُ الْبَابِ السَّابِعِ؟» فَقَالَ: فِيهِ أَهْلُ الْكَبَائِرِ مِنْ أُمَّتِكَ الَّذِينَ مَاتُوا وَلَمْ يَتُوبُوا ... إلخ .
وقد ذكرنا في الفتوى رقم: 48825 أن هذا الحديث لا يصح, وكتاب "تنبيه الغافلين" من الكتب التي جمعت الكثير من الأحاديث الموضوعة, فقد قال الإمام الذهبي في كتابه تاريخ الإسلام في ترجمة صاحب الكتاب نصر بن محمد بن إبراهيم الإمام الفقيه أبو اللَّيْث السَّمَرْقَنْدي الحنفي قال: وفي كتاب "تنبيه الغافلين" موضوعات كثيرة.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه الرد على البكري بعد أن ذكر حديثًا ضعيفًا: ومثل هذا لا يرويه إلا أحد رجلين: رجل لا يميز بين الصحيح والضعيف، والغث والسمين، وهم جمهور مصنفي السير، والأخبار، وقصص الأنبياء، كالثعلبي, والواحدي, والمهدوي, والزمخشري ... وأبي الليث السمرقندي ... فهؤلاء لا يعرفون الصحيح من السقيم, ولا لهم خبرة بالمروي المنقول, ولا لهم خبرة بالرواة النقلة, بل يجمعون فيما يروون بين الصحيح والضعيف, ولا يميزون بينهما ... اهــ
وقد ورد في حديث آخر ضعيف أن أهل الكبائر يدخلون من الباب الأول, كما في حديث: إنما الشفاعة يوم القيامة لمن عمل الكبائر من أمتي, ثم ماتوا عليها, وهم في الباب الأول من جهنم, لا تسود وجوههم, ولا تزرق عيونهم, ولا يغلون بالأغلال, ولا يقرنون مع الشياطين, ولا يضربون بالمقامع, ولا يطرحون في الأدراك, منهم من يمكث فيها ساعة ثم يخرج, ومنهم من يمكث فيها يومًا ثم يخرج, ومنهم من يمكث فيها شهرًا ثم يخرج, ومنهم من يمكث فيها سنة ثم يخرج, وأطولهم مكثًا فيها: مثل الدنيا منذ يوم خلقت إلى يوم أفنيت وذلك سبعة آلاف سنة. قال الألباني في السلسلة الضعيفة 5381: موضوع.

والله تعالى أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني