الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما رأيكم بالدعاء بقولي: "اللهم إني أسألك أن تجعلني رجلًا سَوِيًّا صالحًا، تقيًا عابدًا رشيدًا .."؟

السؤال

ما رأيكم في هذا الدعاء وحكمه، ولفظه؟ فهو لم يرد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن أدعو به علّ الله يجعلني ممن أذكر في هذا الدعاء وهو: "اللهم إني أسألك أن تجعلني رجلًا سَوِيًّا صالحًا، تقيًا عابدًا، رشيدًا، لا أقول إلا الحق، ولا أفعل إلا الحق، ولا أنظر إلا للحق, ولا أسمع إلا للحق, واملأ قلبي كله حبًّا وتعلقًّا، ورضىً بالحق, فأنت الحق, وقولك الحق، لا إله إلا أنت، فاغفر لي ما قدمت وما أخرت، وما أعلنت وما أسررت، وما أنت أعلم به مني، أنت المقدم والمؤخر، لا إله إلا أنت، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم", أعلم أن الدعاء من "لا إله إلا أنت" هو الوارد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم, فما رأيكم فيه؟ وهل معانيه جيدة كدعاء لا اعتداء فيه؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالدعاء يكون بما يشاء العبد ما لم يكن فيه تعدٍّ، كسؤال الحرام، أو ما يخالف سنن الله تعالى في كونه، من خوارق العادات وغيرها, كسؤال الله تعالى ما أخبر أنه لا يكون لأحدٍ, كالخلد في الدنيا, وغير ذلك.

أما الدعاء الذي ذكرت فلا شيء فيه - إن شاء الله - لكن افتتِحه قبل السؤال بحمد الله والثناء عليه، ثم الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، كما في حديث فضالة بن عبيد: سمع رسولُ الله صلى الله عليه وسلم رجلًا يدعو في صلاته لم يمجد الله تعالى، ولم يصلِّ على النبي صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «عَجِلَ هذا» ، ثم دعاه فقال له أو لغيره: «إذا صلى أحدكم، فليبدأ بتمجيد ربه جل وعز، والثناء عليه، ثم يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم، ثم يدعو بعدُ بما شاء». رواه أحمد وأبو داود، ورواه الترمذي وقال: حسن صحيح.
ولو أبدلت قولك: (ولا أنظر إلا للحق، ولا أسمع إلا للحق) بأن تقول: ولا أنظر إلى ما حرّمت، ولا أستمع إلى ما حرّمت، لكان أحسن.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني