السؤال
أنا فتاة أصلي جميع الصلوات, وأقرأ القرآن دائمًا - حتى لو صفحة - ولا أسمع الأغاني, وأخاف من أي شيء محرم يغضب الله, لكني أشعر بضيق في الصدر, وخوف من غضب رب العالمين عليّ؛ لأني كنت أدعو رب العالمين فيستجيب لي, أما الآن فعندما أدعوه لا يستجيب لي, وليس ذلك لعدم يقيني باستجابة رب العالمين, لكن لخوفي من غضبه عليّ, علمًا أني عندما أقترف أي ذنب أتذكر قوله تعالى: خير الخطائين التوابون, فأتوب إليه, وأضع بين عيني مخافته.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
أسأل الله أن يجعلكِ مجابة الدعاء، وداومي قرع الباب فيوشك ان يفتح، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «لَا يَزَالُ يُسْتَجَابُ لِلْعَبْدِ، مَا لَمْ يَدْعُ بِإِثْمٍ أَوْ قَطِيعَةِ رَحِمٍ، مَا لَمْ يَسْتَعْجِلْ» قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ مَا الِاسْتِعْجَالُ؟ قَالَ: يَقُولُ: «قَدْ دَعَوْتُ وَقَدْ دَعَوْتُ، فَلَمْ أَرَ يَسْتَجِيبُ لِي، فَيَسْتَحْسِرُ عِنْدَ ذَلِكَ وَيَدَعُ الدُّعَاءَ. رواه مسلم.
وتذكري قول الرَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، فَلْيَظُنَّ بِي مَا شَاء. رواه أحمد، وصححه الأرناؤوط.
واعلمي أن الإجابة لا تقتصر على تعجيل المطلوب، بل قد يدفع بها بلاء، أو تُدخر لصاحبها في الآخرة؛ فعن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن يعجل له دعوته، وإما أن يدخرها له في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها. قالوا: إذن نكثر. قال: الله أكثر حسنه الألباني.
فلا تخافي، ولكن أحسني الظن بالله، واجمعي بين الخوف والرجاء.
وننبهك إلى أن مقولة: خير الخطائين التوابون ليست قرآنًا, وإنما حديث من أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم، ففي الترمذي من حديث أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: كل ابن آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون.
وراجعي الفتاوى: 137251 - 119608.
والله أعلم.