الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تارك الصلاة غير مرضي الدين قلا يقبل زوجا

السؤال

أنا ـ والحمد لله ـ ملتزمة وأقوم بفرائضي، تقدم لي شخص للزواج مني، إلا أنه لا يصلي، صليت صلاة الاستخارة وتيسر الأمر وزارنا أهله، وقد وعد أخي بالالتزام والصلاة بعد الزواج، فهل يجوز لي القبول به، مع العلم أن سني 43 ولم يتقدم لي أحد ذو دين؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فترك الصلاة ولو كسلا من أعظم الذنوب، بل إن من أهل العلم من يراه كفرا. وعليه، فلا يجوز للمسلمة الإقدام على الزواج من شخص لا يصلي إن كان جاحدا لوجوبها وحتى لوكان مقرا بوجوبها وتركها كسلا وقلنا بعدم كفره، فلا ينبغي لها أن تقبله زوجا لفسقه حتى يتوب إلى الله ويحافظ على الصلوات، جاء في الحديث: إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه. رواه الترمذي.

وهو يدلَّ بمفهوم المخالفة على أنه إذا تقدم من لا يرضى عن دينه فإنه لا يُزوَّج ولا يُقبل به خطيباً، قال الشوكاني في السيل الجرار: وفي الحديثين دليل على أن ما لا يرضي دينه لا يزوج، وذلك هو معنى الكفاءة في الدين، والمجاهر بالفسق ليس بمرضي الدين. اهـ

ولا يكفي مجرد وعده بالالتزام بعد الزواج، فلماذا التسويف والتأخير إن كان صادقا؟! بل عليه أن يسارع إلى التوبة والإنابة إلى ربه ويلتزم بصلاته، فإن فعل ذلك ولمستم منه صدق التوبة، فلا حرج في قبوله حينئذ، كما بينا في الفتوى رقم: 162207.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني