الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الزواج من مبتدع يحترم الصحابة

السؤال

أنا سنية، وتقدم لخطبتي شاب مؤدب جدا، وأخلاقه راقية، من أهل البدع، ويحترم الصحابة، ولا يمس السيدة عائشة، بل يجل ذكرها. ونختلف في بعض القضايا، وقد أحببته كثيرا.
هل أوافق؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد أمر الشرع الكريم باختيار صاحب الدين في النكاح، كما في الحديث: إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه، فأنكحوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض، وفساد. أخرجه الترمذي.

ولا شك أن صاحب البدعة ليس ممن يُرضَى دينه، وأهل البدع الذين يعادون الصحابة طوائف شتى، فمنها من تصل إلى الكفر كمن تؤله عليا -رضي الله عنه- أو تدعو غير الله، أو تقول بتحريف القرآن. ومنهم طوائف دون ذلك، فليست إشكاليتهم في سب الصحابة فحسب.

وثم نقطة أخرى ينبغي التنبه لها وهي أن بعض أهل البدع يتدينون بالكذب، ويتعبدون بالتقية، فقد يظهر المبتدع لك تقدير الصحابة، وهو في حقيقة الأمر يبغضهم، ويسبهم.

وزواجك بالمبتدع قد يؤدي إلى انحرافك إلى مذهبه، أو يفضي إلى انحراف الأبناء واعتناقهم للمذهب البدعي، وكفى بهذا مفسدة. والاختلاف في العقائد بين الزوجين يؤثر على العلاقة الزوجية في غالب الأحوال.

وحتى إن كان المتقدم لك بريئا من سب الصحابة، فما حال أهله ؟ وكيف ستتعايشين معهم!

ومن جهة الحكم الفقهي يقال: إن كانت بدعة الرجل مكفرة، فلا يحل تزويجه، ولا يصح النكاح أصلا. وإن كانت بدعته غير مكفرة، فإنه يجوز قبوله زوجا، كما بيناه في الفتوى رقم: 1449

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني