الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

طهارة وصلاة من لا يعرف هل هو صاحب سلس أم لا

السؤال

يا شيخنا: أنا ولله الحمد والفضل والمنة، حُلت أغلب مشاكلي، ولكن هناك مشكلة ألا وهي السلس. أنا ولله الحمد أطبق حكم السلس منذ فترة، ولكن جاء يوم ولم يخرج مني أثناء 3 صلوات -على ما أذكر- شيء. فقلت أكون ولله الحمد شفيت من السلس. وأبي يأمرني بأن أزيد من الأكل لأني في مرحلة النمو، والمؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف. وأنا أخاف أن آكل خشية من الريح، وآكل قليلا جدا. فبعد ذلك عاد السلس، بعد يومين تقريبا أصبحت أعاني من كثرة الريح والغازات، فقلت لعله وسواس. ولكن معظم الريح حقيقي، وهناك أيضا بعض الوساوس. فأنا الآن بالنسبة لحالتي أتوضأ لكل صلاة بعد الأذان، وصلاة الجمعة بعد الأذان الثاني، ولا ألتفت لما يخرج مني سواء كان وسواسا أم حقيقة.
هل ما أفعله يعتبر صحيحا؟ ولكن هناك علماء يقولون يجب أن تنتظر حتى يأتي وقت تصلي فيه بطهارة.
وهل المطلوب مني أن أجلس وأقعد لأنتظر هل يخرج مني ريح أم لا؟ قد أصلي في دقيقتين ولا يخرج مني ريح، ولكن هذا لا ينفع.
ماذا أفعل فالآن أصبح كل شيء مختلطا عندي: السلس، والوسواس، والحقيقة، والوهم، والأكل، والنمو.
فدلوني ماذا أفعل ما الحكم كيف أصلي فى هذه الحالة ؟
أريد أن أفعل ما يرضي الله رب العالمين.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإذا كان ما تشعر به مجرد وسوسة، فلا تلتفت إليها، ولا تعرها اهتماما؛ فإنه لا علاج للوساوس سوى الإعراض عنها وعدم الالتفات إليها؛ وانظر الفتوى رقم: 51601.

وإذا كنت متيقنا من أن الريح يخرج منك، فإن كنت تجد في أثناء وقت الصلاة زمنا يتسع لفعلها بطهارة صحيحة، فانتظر حتى يجيء ذلك الوقت، فتتوضأ وتصلي فيه. وأما إن كان خروج الريح منك مستمرا، أو كان وقت انقطاعه غير معلوم بحيث يحصل تارة، ولا يحصل أخرى، ويتقدم تارة ويتأخر أخرى، فلا حرج عليك في أن تتوضأ بعد دخول الوقت، وتفعل ما تفعله من صلاتك بوضوئك هذا الفرض وما شئت من النوافل، وعدم الالتفات إلى ما يخرج منك؛ وانظر الفتوى رقم: 119395 ، ورقم: 136434 وينبغي أن تجاهد الوساوس وتسعى في التخلص منها. نسأل الله لك العافية.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني