الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل تأثم الزوجة وتعتبر قاتلة بدعاء زوجها على نفسه بالموت لكونها أغاظته

السؤال

تصيبني كثيرا أوقات من الحزن، والاكتئاب، والشك في حب زوجي لي، مما يشغلني عن كثير من أموري الحياتية، وكثيرا ما يواسيني الزوج، ويلاطفني، ويقسم لي على حبه. وفي ذات يوم غضب مني زوجي، وأمرني أن أنتبه لحفظي، ومذاكرتي، فقلت له: أنت سبب حزني وانشغالي، فقال لي: اعتبريني قد مت، وانتبهي لنفسك. فبكيت، وقلت له يعني أدعو عليك، وأخلص، فدعا هو على نفسه قائلا: يارب تأخدني الآن، وتريحني، وتريحهم مني. وألح في هذا الدعاء، وأحسبه رجلا صالحا قد يستجاب دعاؤه، فشعرت بعدها بندم شديد، وأخشى أن تستجاب دعوته، ويموت في أي لحظة، فأكون أنا السبب في موته؛ لأني أنا التي اضطررته لهذا الدعاء على نفسه، وأخشى من الشعور بالذنب تجاه أولاده، وأمه، وأبيه، وعائلته، وأخشى أن يلوموني بأني السبب في موته.
فكيف أريح ضميري وأكفر عن ذنبي؟ وهل يلحقني إثم القتل الخطأ بما فعلت؟
أرجو منكم الاهتمام بسؤالي وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فما كان لك أن تقولي لزوجك كلاما يغيظه، وما كان له هو أن يدعو على نفسه؛ لما صح عن النبي -صلى الله عليه وسلم- من النهي عن الدعاء على النفس، والولد، والمال. وانظري الفتويين: 165073، 31194.

والذي يريحكما مما ذكرت، هو ذكر الله تعالى، واستغفاره؛ فمن لازم ذكر الله واستغفاره جعل الله له من كل هم فرجا، ومن كل ضيق مخرجا.
وما قلت لا يعتبر تسببا في القتل. ولا يلحقك به إثم ما دمت لم تقصدي به السوء.
هذا وبإمكانك أن تراسلي قسم الاستشارات في الشبكة عن ما يصيبك من الاكتئاب والشك.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني