السؤال
ما معنى: ما قرأت من أن صفات الله غير فاعلة في إحدى الفتاوى عن الشرك عند دعاء الصفة؟ أعتقد أنها لمالك أو الشافعي، وهل المقصود بذلك نفي أن يكون لها أي صفة فعلية كالرحمة لبصر الله، أو القدرة لمشيئة الله؟ أعلم أن الصفات لا تتصف بشيء من صفات الله، فهل على الشخص أن يقر أن الله فقط من له رحمة لكل شيء، وأن الصفات لا رحمة لها على شيء؟.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلم تبين لنا من هذه الفتوى التي قرأت ما نميّزها به، وألفاظ سؤالك كذلك غير واضحة الدلالة على المراد، لكن في الجملة نقول: دعاء الصفة شرك لا يجوز، ومعنى ذلك أن دعاء الصفة ونداءها يشعر بانفكاكها وتجردها عن الموصوف كأنها شيء غيره، فكان من يدعو الصفة استقلالا كمن يدعو غير الله، فصار بذلك مشركا، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: وأما دعاء صفاته وكلماته فكفر باتفاق المسلمين، فهل يقول مسلم: يا كلام الله اغفر لي وارحمني وأغثني أو أعني، أو يا علم الله أو يا قدرة الله أو يا عزة الله أو يا عظمة الله، ونحو ذلك، أو سمع من مسلم أو كافر أنه دعا لذلك من صفات الله وصفات غيره، أو يطلب من الصفة جلب منفعة أو دفع مضرة أو إعانة أو نصرا أو إغاثة أو غير ذلك.
وفي مجموع فتاوى ابن عثيمين: من المعلوم أنه لا توجد ذات مجردة عن صفة أبدًا ولو لم يكن فيها إلا صفة الوجود، وكونه واجبًا أو ممكنًا وكونها على صفة معينة من صغر أو كبر أو نحو ذلك لكان كافيًا في الدلالة على أنه لا يمكن وجود ذات بلا صفة ما، ولكن إذا عبد الإنسان صفة من صفات الله أو دعاها، فإن هذا يشعر بكون الصفة بائنة عن الله تعالى مستقلة عنه، وهذا هو وجه كونه شركًا، وأما ما جاء في الأحاديث التي ذكرها شارح الطحاوية مثل: أعوذ بعزتك، أعوذ بعظمتك، أعوذ برضاك، أعوذ بكلمات الله التامة ـ فحقيقته أنه استعاذة بالله متوسلًا إليه بهذه الصفات المقتضية للعياذ.
وفي شرح مسلم لأبي الأشبال: ولا يجوز نداء الصفة، كما تقول: يا عزة الله، يا رحمة الله، يا قدرة الله، يا ملك الله، ونداء الصفة شرك بالله عز وجل، لأنك تنادي الصفة لا تنادي الموصوف.
وللفائدة راجع الفتوى رقم: 130719.
والله أعلم.