السؤال
أنا شاب لدي 16 سنة. كنت في طريقي نحو المسجد وأنا أسمع إقامة الصلاة، فأسرعت قليلا، فإذا برجل يناديني ويتوسل إلي. فقال لي إن أمه في المكان كذا، ويجب أن يذهب إليها أو شيئا من هذا القبيل، كان متوترا جدا وغير واضح في كلامه، وكان محتاجا للمساعدة. فقلت له: فلنصلّ الصلاة في جماعة، وبعدها أرى ما يمكنني فعله، مع العلم أني فقط شاب، فرفض، فقلت له: ماذا تودني أن أفعل، فقال إنه يريد سيارة أجرة للذهاب هنالك، ولم يكن معي مال، فسبَّني، ثم ذهبت للصلاة. فهل ما فعلته صواب؟ وكيف يجب أن نتعامل إذا جاءنا شخص محتاج ونحن في طريقنا إلى المسجد أو في القيام بواجب ؟ حياكم الله.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالظاهر أن ما فعلت من الذهاب للصلاة هو الصواب في هذه الحالة -إن شاء الله تعالى- وليس عليك شيء إذ لم يكن لديك المال الذي يحتاجه هذا الرجل.
وفي حال التعرض لمثل هذه الحالة، فإن كان فيها ما يخشى فواته من نفس، أو تلف عضو، أو مال، فإنه يقدم ما يفوت، أو يخشى عليه الضيعة.
جاء في مختصر خليل المالكي مع شرحه عاطفا على ما يبيح التخلف عن صلاة الجمعة، والجماعة: (وتمريض) لأجنبي ليس له من يقوم به، وخشي عليه بتركه الضيعة.
وقد نص أهل العلم في باب الاستخلاف على أن الصلاة تقطع إِذَا خَشِيَ تَلَفَ نَفْسٍ مُحْتَرَمَةٍ - وَلَوْ كَافِرَةً- أَوْ تَلَفَ مَالٍ، سَوَاءٌ أَكَانَ الْمَال لَهُ أَمْ لِغَيْرِهِ، قَلِيلاً كَانَ الْمَال أَمْ كَثِيرًا، وَلَوْ كَانَ الْمَال لِكَافِرٍ. انظر شراح المختصر، والموسوعة الفقهية.
والله أعلم.