الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

جواز الذكر وقراءة القرآن للمحدث

السؤال

أعاني من خروج سائل بعد التبول قد يستمر لفترة تصل 20 دقيقة، وهذا يتعبني حقا عند التطهر، وعندما أرقد لفترة أو أجلس أرى طرف العضو الذكري عليه هذا السائل، مع العلم أنني أعاني من هذه المشكلة منذ أن كنت في عمر 16 عاما، وقبل أن أمارس العادة السرية بأعوام، وهذا السائل شفاف، قال لي أحد الأطباء إنها أملاح، وقال آخر إنها ستزول بعد الزواج، وعندما أجريت تحليلا للبول وجدته قلويا وتوجد به نسبة من الزلال، وسؤالي: هل تجوز لي قراءة القرآن وأنا على هذا الوضع؟ وتسبب لي مشكلة في قيام الليل حيث أشعر بخروج هذا وأنا أصلي أو حين أتحرك.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

ففي البداية نسأل الله تعالى لك الشفاء العاجل مما تعانيه، وبخصوص ما تجده من سائل بعد البول، فإن كان شفافا فقد يكون مذيا، والأصل أن الخارج بعد البول يكون وديا إذا كان أبيض ثخينا مثل المني، وراجع صفة المذي والودي في الفتويين رقم: 182919، ورقم: 129279.

ثم إن هذا السائل الذي تجده لا تنطبق عليه أحكام السلس إذا كان ينقطع بعد عشرين دقيقة من البول ـ كما ذكرت ـ وضابط السلس سبق بيانه في الفتوى رقم: 195339.

وعلى هذا، فإذا خرج السائل المذكور يقينا وأنت تصلي قيام الليل أو غيره فقد بطلت الصلاة لانتقاض الوضوء بخارج من أحد السبيلين، وراجع الفتوى رقم: 136613.

ويجوز لك أن تقرأ القرآن من غير مس للمصحف أو تقوم بأي من أنواع ذكر الله تعالى أثناء أو بعد خروج السائل المذكور، جاء في المجموع للنووي: أجمع المسلمون على جواز قراءة القرآن للمحدث، والأفضل أنه يتطهر لها، قال إمام الحرمين والغزالي في البسيط: ولا نقول قراءة المحدث مكروهة، فقد صح أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ مع الحدث. انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني