الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم التعيين في وظيفة تحت بند -أبناء العاملين- دون خبرة سابقة

السؤال

كان والدي يعمل في شركة حكومية, وبعد ضغط العاملين في الشركة على رئيس الشركة تم قبول تعيين دفعة من أبناء العاملين، وقد تم تعيينهم دون أي اختبار أو تقدير دراسي أو خبرة أو تخصص, وكنت من ضمن هؤلاء, وحيث إن تخصصي الدراسي لا ينطبق على ما هو مطلوب في الشركة، فأنا أعمل حاليًا في قسم كان لي بعض الخبرة السابقة فيه, ويحتاج إلى إجادة لغة أجنبية, وأنا أجيدها - والحمد لله - فهل يكون عملي بهذه الطريقة حرامًا كأبناء العاملين؟ علمًا بأني أحزن كثيرًا عندما أجلس مع بعض رفاقي, وأسمعهم يتحدثون عن الكم الهائل من الوساطة والمحسوبية وتعيين أبناء العاملين دون غيرهم في المصالح الحكومية؛ لذلك لا أذكر لهم أني تم تعييني كأبناء عاملين, وإذا كان عملي هذا مخالفًا للشرع فهل أتركه وأتجاهل ضغط الوالدين الشديد عليّ للاستمرار في هذا العمل؟ لأنه - كما يقولون - خير لي في حياتي المستقبلية, فأفتوني في أمري - أثابكم الله - وادعوا لي بالخير في أمر ديني ودنياي.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فحكم بقائك في العمل المذكور ينبني على مدى قيامك به على الوجه المطلوب أو عدم ذلك، فإن كنت تحسن القيام به وتؤديه على الوجه المطلوب فلا حرج عليك في البقاء فيه.

وأما إن كنت لا تحسنه ولا تستطيع أداءه على الوجه المطلوب فلا يجوز لك البقاء فيه, ولو أمرك أبواك بالاستمرار فيه؛ إذ لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، وبقاؤك في عمل لا تستطيع القيام به من خيانة الأمانة, وأكل المال العام بغير وجه حق, وللفائدة حول ما ذكرناه, وحكم الوساطة من أجل التوظيف راجع الفتاوى رقم: 187145 ، 64780 ، 34837.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني