الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ضوابط الترغيب في الذكر عبر الرسائل

السؤال

تأتينا بعض الرسائل تحث على الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، وتكتب فيها عبارة: الحبيب ينتظر سلامك ـ بالإضافة إلى عد الحسنات وأنه إذا تم إرسالها فسأكسب من الحسنات كذا وكذا، فما حكم هذه الأقوال؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فأما إرسال الرسائل التي فيها حث على الخير وذكر الله تعالى والصلاة على نبيه صلى الله عليه وسلم فهو أمر حسن، وينبغي أن تكون هذه الرسائل منضبطة بالضوابط الشرعية، فيذكر فيها العمل المراد الحث عليه وشيء مما ورد في ثوابه مما صحت به النصوص، وأما الزيادة على هذا بعبارات لا تدرى صحتها وهي من قبيل الرجم بالغيب كأن يقول: من فعل كذا فله كذا وكذا حسنة من غير بينة عن المعصوم، فهذا لا يجوز، وليس لأحد أن يتكلم في الغيب إلا بعلم وإلا خشي أن يكون قائلا على الله تعالى بغير علم، قال تعالى: قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ {الأعراف:33}.

وأما قولهم: الحبيب ينتظر سلامك ـ فإن أريد به ما علم من ترغيبه صلى الله عليه وسلم في الصلاة والسلام عليه وأنه يفرح بذلك لكونه طاعة لله تعالى، فهذا حق، وإن أريد به معنى غير هذا كان الحكم عليه بحسب ما أريد به، والأولى بكل حال تجنب هذه العبارات المشتبهة التي لم ترد بها النصوص والاقتصار على الترغيب بما ورد.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني