السؤال
تمت خطبتي منذ عام ونصف وبعد إعداد منزل الزوجية وتحديد ميعاد الزواج رفضت والدة خطيبي إتمام الزواج بسبب غيرتها على ابنها وطردته من البيت وقالت إنها ستتبرأ منه إذا لم يفسخ الخطبة وقد حاولنا توسيط العديد من الأهل والمعارف ولكن لم يتغير موقفها وقالت لي إنها تكرهني كثيرا وأهانتني أنا وأمي مع العلم بأن أبي توفي إلى رحمة الله منذ ولادتي وخطيبى يريد إتمام الزواج مع العلم بأنه على خلق ودين ويوجد تفاهم بيننا وأن والدته متسلطة على أبيه ولم تزوج أخاه الأكبر حتى بلغ الأربعين وهى هداها الله سيئة اللسان لا تعتبر لكلام زوجها أو أولادها فماذا أفعل أتزوجه وأمه بهذه الطباع السيئة وكذلك هل سيكون خطيبي عاقا لهم لأنهم سيقاطعونه بسبب هذه الزيجة أفيدوني أفادكم الله؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن طاعة الوالدين واجبة في غير معصية الله تعالى وفي المعروف، وينبغي على الوالدين أن يحسنا استعمال هذا الحق، بأن لا يأمرا أبناءهما بما يشق عليهم أو يحملهم على عدم البر بوالديهم، وليعلم أن مخالفة الوالدين في الزواج بامرأة بعينها قد نهيا أو أحدهما عن الزواج بها أمر لا يجوز، إلا إذا كان قلبه متعلقا بها، وخشي على نفسه الفتنة إذا لم يتزوجها، أو كان رفضهما تعنتا واتباعا للهوى. وراجع في ذلك الفتوى: 235444.
أما إذا منعت الأم ولدها من الزواج مطلقاً، أو أرادت أن ترغمه على الزواج بامرأة لا يريدها، فإنه لا طاعة لها عليه في ذلك، قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: وليس لأحد الوالدين إلزام الولد بنكاح من لا يريد. انتهى
وإننا لنوصي الأخت السائلة الكريمة، بأن تعفو عمن ظلمها، وتسامح من آذاها، قال تعالى:خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ [الأعراف:199].
وقال تعالى:وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ [الإسراء:53].
كما أننا نوصيها ألا تكون عوناً لخطيبها على عقوق أمه وعصيانها، قال تعالى:وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ [المائدة:2].
وخير علاج لهذه المشكلة هو توسيط أهل الخير في الصلح والتقريب بينكما، مع صدق اللجوء إلى الله تعالى، بالدعاء والصلاة والصدقة وغيرها، قال تعالى:وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ [البقرة:45].
وقال تعالى:وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً [الطلاق:2].
والله نسأل أن يهيئ لك من أمرك رشداً، ويوفقنا وإياك لما يحب ويرضى ، وراجعي الفتوى رقم: 17763