الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم النظر إلى وجه امرأة أجنبية أثناء الاستغفار والمزاح أثناء الذكر

السؤال

أستغفر اللَّـه مائة مرة، وأثناء استغفاري في بعض المرات أفعل أشياء لا تجوز عن تهاون مني، وفي بعض المرات تغلبني نفسي فأنظر مثلا إلى وجه امرأة متبرجة، ولكنني لا أستمر في ذلك، بل أقلع وأستمر في استغفاري، وقد قرأت فتواكم بالأمس رقم: 72954، أن المستغفر حال اقترافه للمعصية مع إصراره عليها على خطر عظيم، لأنه كالمستهزئ باللَّـه رب العالمين، مع العلم أنني لا أقصد الاستهزاء، فكما قلت هو تهاون مني وغلبة النفس والشهوة، فهل أنا داخل فيما قلتم في الفتوى المشار إليها؟ وما حكم المزاح والضحك مع الآخرين، والذي قد يتخلل ذكري للَّـه بالتسبيح والتحميد والتكبير؟ وهل ذلك ينافي تعظيمي للَّـه؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فهنيئا لك بالاستغفار في اليوم مائة مرة, فقد روى البخاري عن أبي هريرة أنه صلى الله عليه وسلم قال: والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة.

وفي صحيح مسلم عن الأغر المزني ـ وكانت له صحبة ـ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إنه ليغان على قلبي، وإني لأستغفر الله في اليوم مائة مرة.

وروى الإمام أحمد وغيره وصححه الأرنؤوط أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يا أيها الناس توبوا إلى الله واستغفروه فإني أتوب إلى الله وأستغفره في كل يوم مائة مرة.

وأخرج النسائي بسند جيد من طريق مجاهد عن ابن عمر أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه في المجلس قبل أن يقوم مائة مرة.

وله من رواية محمد بن سوقة عن نافع عن ابن عمر بلفظ: إنا كنا لنعد لرسول الله صلى الله عليه وسلم في المجلس رب اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الغفور مائة مرة.

وأما كونك في بعض المرات تفعل أشياء لا تجوز عن تهاون منك، ولكنك لا تستمر في ذلك، بل تقلع وتعود في استغفارك فهذا أمر محمود، ونرجو لك حصول المغفرة ـ باذن الله تعالى ـ وأن تكون ممن قال الله تعالى فيهم: وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ العَامِلِينَ{آل عمران: 135ـ 136 }.

أما ما سألت عنه من الضحك والمزاح أثناء ذكرك واستغفارك: فإن من آداب الذكر والدعاء أن يكون الذاكر والداعي متخشّعا متذلّلا بسكينة ووقار, وقصد المزاح والضحك ينافي ذلك, لكن إن عرض له شيء فضحك أو تبسم منه فلا حرج عليه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني