الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إن تبين لوالدك أن المتقدم لك مرضي الدين والخلق فلا يتردد في قبوله

السؤال

حضرات المشايخ الأجلاء والفضلاء أريدكم أن تساعدوني وتفيدوني فأنا بأمس الحاجة إليكم والله يعلم حالتي: أنا فتاة أبلغ من العمر 20 سنة أدرس بكلية الشريعة ومن أسرة ملتزمة وبيئة محافظة، ومنذ شهر تقريبا تحدث معي شاب عبر النت ـ الفيس بوك ـ وعرف الوالد من اليوم 3 وبعدها حرمني من النت والجوال، وبعد رجوعي للجامعة وجدت منه رسالة أنه يريد رقم الوالد للاعتذار وكنا في3 أيام نتحدث عن بيئاتنا وقد علم أنني من بيئة محافظة وأنني أحفظ القرآن فتحدث مع والدي بالفعل وأخبره أنه يعتذر عما بدر منه وأن أي أب لا يرضي ذلك لابنته وقال له إنه مستعد لأي عقاب يبدر من الوالد تجاهه وأخبر والدي أنه من أسرة ملتزمة أيضا حيث إننا نتشابه في أن كلا منا من أسرة سلفية، فقال له الوالد أن يدخل من الباب وقال له اعتذر وسأله عن أحواله ومن أين هو؟ علما أنه سوري وأنا مصرية وهو مقيم بالسعودية وأنا بقطر ويشهد الله أنني أريد أن أستر على نفسي وأعفها، وهذا الشاب يريد أن يعف نفسه وأنا من الطالبات المتفوقات ولكنني الآن لا أنتبه لدروسي ولاحظ الوالد ذلك فأخبرته أن هناك موضوعا أريد أن أحدثه فيه ولكنني أخجل وأريد كتابته ففهم الوالد وطلب مني أن أرسل لحضراتكم على الموقع لعلكم تفيدونني وتفيدونه وقال لي: إنه سيلتزم بما تقولونه وسينفذه حتى وإن كان يخالف هواه لأن الدين عنده أهم من العادات والتقاليد، فعندي مشاعر تجاهه ولكنني لا أريد أن أصرفها في الحرام، أريدها في الحلال وما يرضي الله، ووالله الذي لا إله إلا هو إنني أريد أن أعف نفسي من الفتن التي حولي في كل مكان، وهذا الشاب يبلغ من العمر 28 سنة، ومن أسرة ملتزمة وقد التزم مؤخرا بعد الحج، وهو يريدني بالحلال وعلى استعداد لأي شيء يطلبه منه الوالد وهو يريد فتاة ملتزمة، أعلم أن الطريقة التي عرفني بها غير مقبولة ولكن لا نريد أن نغضب الله ونريد الستر لكل منا، وبداخلي شيء له وهو كذلك والله شرع الزواج للستر، علما أنه على تواصل مع الوالد ونريد مشورتكم، وأن توجهوا كلمة للوالد.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا يخفى أن التعارف والمراسلة بين الشباب والفتيات ولو كان بغرض الزواج باب فتنة غير مأمون، وإنما ينبغي على من أراد خطبة امرأة أن ياتي البيوت من أبوابها فيخطبها من وليها، وانظري الفتوى رقم: 1769.
لكن إذا أخطأ الرجل الطريق في طلب المرأة فلا ينبغي أن يكون ذلك مانعا من قبوله إذا كان كفؤا لها، ولا سيما إذا كان بينهما ميل قلبي، فإن الزواج هو الطريق الأمثل والدواء الناجع في هذه الحال، فعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لم نر للمتحابين مثل النكاح. رواه ابن ماجه.

كما أن تعجيل زواج الفتاة إذا تقدم إليها كفؤها مطلوب شرعا، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: إِذَا أَتَاكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ خُلُقَهُ وَدِينَهُ فَزَوِّجُوهُ، إِلَّا تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ عَرِيضٌ. رواه ابن ماجه والترمذي.
وعليه؛ فالذي ننصح به الوالد ـ حفظه الله ـ أن يتحرى السؤال عن هذا الشاب، فإن بان له بأنه صاحب دين وخلق فليعجل بزواجك منه وإلا فليرده.

وعلى أية حال فعليك أن تقطعي علاقتك به ما دام أجنبيا لم يعقد عليك، وننصحك بالصبر والتوكل على الله والاستعانة به وكثرة دعائه فإنه قريب مجيب، كما ننصحك بمتابعة دروسك ولا تكثري من الفكر في هذا الأمر حتى تواصلي مسيرة التفوق في دراستك، وفقك الله لما فيه الخير في دينك ودنياك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني