الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ذكر العلماء الذين ضعفوا حديث: من آذى ذميا فقد آذاني

السؤال

أريد أن أعرف من حكم بالوضع على حديث: من آذى ذميا فقد آذاني ـ بلفظه السابق فقط، غير هؤلاء العلماء:
1ـ ابن تيمية: كذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، لم يروه أحد من أهل العلم ـ مجموعة الرسائل والمسائل.
2ـ ابن القيم قال إنه من الأحاديث الباطلة في المنار المنيف.
3ـ القاوقجي في اللؤلؤ المرصوع موضوع، كما قال ابن القيم.
4ـ الألباني في غاية المرام: لا أصل له بهذا اللفظ: بزيادة ومن آذاني فقد آذى الله.
5ـ نقلتم عن الملا علي قاري في إحدى الفتاوى أنه يقول ببطلانه في الأسرار المرفوعة.
6ـ نقل ابن القيم عن الإمام أحمد قوله: أربعة أحاديث في الأسواق لا أصل لها منها هذا الحديث، وفي طبقات الشافعية نقله السبكي عن الإمام أحمد بلفظ قريب جدا: من آذى ذميا فكأنما آذانى ـ أو قريب من هذا، ونقل السيوطي في اللالئ المصنوعة ـ على ما أتذكر ـ كلام العراقي في عدم صحة هذه المقولة عن الإمام في حديثين أخرج أحدهما في مسنده والثاني وهو حديثنا هذا له ما يشهد له وساق لفظ أبي داود: ألا من ظلم معاهدا أو انتقصه... وقد علق الشيخ عبد الفتاح أبوغدة في تحقيقه للمنار بما مفاده أن هذا الحديث موضوع بلفظه هذا على قول ابن تيمية.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن ممن وقفنا عليه من العلماء الذين ضعفوا هذا الحديث بهذا اللفظ، وذكروا أنه لا أصل له القزويني في مشيخته، حيث قال رحمه الله: وقد يكون الحديث قد اشتهر أمره في الدنيا ولا أصل له، وشهرته لكثرة إيراد القصاص له، كقولهم: من عزى مصاباً فله مثل أجره، ومن بشرني بخروج آذار ـ وفي رواية: بخروج صفرٍ ـ بشرته بالجنة، ومن آذى ذمياً فقد آذاني، ويوم نحركم يوم صومكم. انتهى.
وأما ما نقله السيوطي عن العراقي من إنكاره صحة النقل عن الإمام أحمد، فهو بلفظ: من آذى ذميا فأنا خصمه ـ وقد ضعفه بهذا اللفظ غير واحد، قال الذهبي في تلخيص موضوعات ابن الجوزي: حديث من آذى ذمياً فأنا خصمه ـ فيه العباس بن أحمد المذكر ـ متهم ـ عن داود بن علي. انتهى.
وقال الألباني: من آذى ذميا فأنا خصمه ومن كنت خصمه خصمته يوم القيامة ـ منكر أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد. انتهى.

وللفائدة يرجى مراجعة هذه الفتوى رقم: 51557.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني