الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

رتبة حديث: إنها تخير فتختار أحسنهم خلقًا...

السؤال

اتصلت على أحد المشائخ الكبار في بلدي وسألته إذا تزوج الرجل بأربع زوجات ثم كلهن متن إما قبله أو بعده على ذمته وأكرمهن الله بدخول الجنة كلهم الزوج مع زوجاته، فهل يرجعن كلهن زوجات لهذا الرجل في الجنة؟ فقال على حسب صلاح كل واحدة منهن، فسألته ماذا تقصد؟ قال التي تكون حسناتها أكثر من سيئاتها يختارها الزوج، لأنها الأفضل بين الثلاث، فهل هذا صحيح؟ وهل ورد حديث أو قرآن يدل على هذا الكلام؟ وبعض الأحاديث فيه أنها تختار أحسنهم خلقا، وبعض المنتديات تقول هذا الحديث ضعيف وبعضهم قال حسن، فما صحة هذا الحديث؟ أريد أحاديث صحيحة تدل على أن الزوجة في الجنة لآخر أزواجها في الدنيا، وشكرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن من تزوج بأكثر من زوجة في الدنيا فإنه إذا دخل معهن الجنة فإنهن يصرن أزواجاً له فيها، كما سبق في الفتوى رقم: 27363.

أما التفصيل المنقول في السؤال فلا نعلم ما يدل عليه، وأما اختيار من كان لها عدة أزواج لأحسنهم خلقا، فقد جاء في حديث طويل عن أم سلمة ـ رضي الله عنها ـ وفيه: قلت: يا رسول الله المرأة منا تتزوج زوجين والثلاثة والأربعة ثم تموت فتدخل الجنة ويدخلون معها، مَنْ يكون زوجها؟ قال: يا أم سلمة؛ إنها تخير فتختار أحسنهم خلقًا، فتقول: أي ربِّ إنَّ هذا كان أحسنهم معي خلقًا في دار الدنيا فزوجنيه، يا أم سلمة ذهب حسنُ الخلق بخير الدنيا والآخرة. أخرجه الطبراني.

وهو حديث ضعيف، كما بيناه في الفتوى رقم: 35117.

وقد جاء في حديث أبي الدرداء مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم: أيما امرأة توفي عنها زوجها فتزوجت بعده فهي لآخر أزواجها. أخرجه الطبراني في الأوسط، وصححه الشيخ الألباني بطرقه.

وانظري الفتوى رقم: 2207.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني