الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الله تعالى يقبل التائبين ويقيل عثراتهم

السؤال

أنا فعلت اللواط أكثر من مرة وعمري 14 سنة إلى أن أصبحت في عمر 15 سنة، فعلتها مع شخص يصغرني بسنتين، فعلتها كثيرا وربما في رمضان وكنت أشاهد المحرمات إذا كنت وحدي وكنت أعمل العادة السرية ـ في رمضان أحيانا ـ ولم أكن أعلم أن اللواط ذكر في الدين وكنت لا أعلم أن الذي أفعله من الحرام وكنت أعرف الزنا ولم أكن أعرف أن اللواط والعادة السرية ذكرا في القرآن أو قال عنه الرسول صلى الله عليه وسلم إن عقابه أشد من الزنا، وفي يوم من الأيام سمعت عن شخص يقول عن شيء اسمه اللواط ولم يخطر في بالي أنه ذكر في القرآن وكنت نادرا ما أترك بعض الصلوات وعندما سمعت عن اللواط وقرأت عنه في الأنترنت وأنه من الكبائر وأكبر من الزنا انغمرت في البكاء وتبت إلى الله وأصبحت أذهب إلى الصلاة في وقتها، وعمري الآن 15 وابتعدت عن العادة السرية واللواط ومشاهدة المحرمات والحمدلله، وسؤالي هو: هل ستقبل توبتي بعد كل هذا؟ وهل الله تعالى لن يرى وجهي يوم القيامة من العادة السرية واللواط في ما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم؟ وهل أنا ملعون من الله؟ وهل هناك كفارة لذلك خصوصا في رمضان؟ والله إني نادم على ما فعلت وهل يمكن أن أعاقب في النار يوم القيامة أو في القبر بعد أن تبت توبة نصوحا؟ ودائما أسأل الله أن يدخلني الفردوس الأعلى فهل يمكن أن يدخلني إياها وأنا لم أحفظ الفرج؟ أريد أن أحفظ القرآن، كما أرجو أن تكون الإجابة دقيقة، ساعدني وشكرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله أن يقبل توبتك ويقيل عثرتك، واعلم ـ وفقك الله لأرشد أمرك ـ أنك إذا تبت توبة نصوحا صادقة فإن الله تعالى يغفر لك ما كان منك من الذنب مهما كان ذنبك عظيما، فإن رحمة الله تعالى وسعت كل شيء، ومن تاب توبة صادقة مستجمعة لشروطها فإنه كمن لم يذنب أصلا، قال صلى الله عليه وسلم: التائب من الذنب كمن لا ذنب له.

وقد وعد الله التائبين بأن يغفر ذنوبهم جميعا وهو تعالى لا يخلف الميعاد، قال سبحانه: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ {الزمر:53}.

وقال تعالى: إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ {النساء:17}.

وقال تعالى: وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ {الشورى:25}.

والنصوص في قبول الله تعالى توبة التائبين وفرحه بها ومحوه الذنب بالتوبة كثيرة جدا، فأبشر أيها الأخ الكريم وأمل ما يسرك وأحسن ظنك بربك تعالى واستقم على طاعته وأكثر من فعل الحسنات وسله سبحانه من فضله العظيم، وثق أنه سبحانه لن يعذبك لا في الدنيا ولا في البرزخ ولا في الآخرة على ذنب قد تبت منه توبة صادقة نصوحا، فسله أن يقيك عذابه ويرزقك جنته ويقر عينك بالنظر إلى وجهه الكريم سبحانه، وإن كنت فعلت في نهار رمضان ما يوجب فساد الصوم من تلوط أو استمناء ففي وجوب القضاء عليك خلاف بين العلماء، والراجح عندنا أنه لا يلزمك إذا كنت جاهلا بكون هذا الفعل مفسدا للصوم، وانظر الفتوى رقم: 79032.

وأما عن حفظ القرآن: فهو من أجل الطاعات التي ينبغي أن تشتغل بها نسأل الله أن يعينك عليه، وانظر لبيان بعض الوسائل المعينة على حفظ القرآن الفتوى رقم: 191517، وما فيها من إحالات.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني