الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم الدعاء بـ: اللهم اجعل كلية كذا شفيعا لي عندما أسأل عن شبابي فيم أفنيته

السؤال

قام أحد طلاب كلية الهندسة بكتابة التعليق التالي على أحد مواقع التواصل الاجتماعي: اللهم اجعل كلية الهندسة شفيعا لي عندما أسأل عن شبابي فيم أفنيته ـ فهل يجوز هذا الدعاء؟ أم يعتبر من التعدي؟ وجزاكم الله خير الجزاء.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالظاهر أن مقصد هذا الطالب أن يوفقه الله تعالى إلى الاحتساب في دراسته بحيث يؤجر عليها يوم القيامة، ولا يكون مضيعا لشبابه في ما لا ينفعه عند الله تعالى، أو أن يجعل اللهُ تعالى دراسته هذه مما ينتفع به المسلمون فيؤجر هو على ذلك... وهذا وذلك من المقاصد الحسنة والنوايا الطيبة، ولا يعد سؤال مثل ذلك من الاعتداء، وقد سبق لنا بيان معنى الاعتداء في الدعاء في الفتويين رقم: 23425، ورقم: 31019.

ومع ذلك، فإننا نذكر بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم: كان يستحب الجوامع من الدعاء ويدع ما سوى ذلك. رواه أحمد وأبو داود، وصححه الألباني.

قال العظيم آبادي: أي الجامعة لخير الدنيا والآخرة، وهي ما كان لفظه قليلا ومعناه كثيرا، كما في قوله تعالى: ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار ـ ومثل الدعاء بالعافية في الدنيا والآخرة.

وقال علي القاري: وهي التي تجمع الأغراض الصالحة أو تجمع الثناء على الله تعالى وآداب المسألة... ويدع ما سوى ذلك: أي مما لا يكون جامعا بأن يكون خالصا بطلب أمور جزئية: كارزقني زوجة حسنة, فإن الأولى والأحرى منه ارزقني الراحة في الدنيا والآخرة، فإنه يعمها وغيرها. اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني