الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مدى الاكتفاء بالرؤيا في أمر الزواج

السؤال

‏1-عودني الله عز وجل أن أرى ‏الرؤيا الصادقة(بطريقة قريبة من فلق ‏الصبح-وأحيانا مرموزة تحتاج إلى ‏تأويل) إلا أنني أنا، وأخت لي توفيت ‏إذا ذكرنا الرؤيا للناس قبل وقوعها لا ‏تقع، فإذا سكتنا وقعت-عرفنا هذا من ‏العادة في الرؤيا.‏
‏2- أنا الآن محتار في التقدم لعدة ‏فتيات، وقد رأيت ما يرمز إلى رفض ‏إحداهن لي، وما يرمز إلى رفضي ‏لإحداهن بعد رؤيتها؛ لأنها منقبة، وما ‏يرمز إلى زواجي من الثالثة، وكلهن ‏-ولا نزكي على الله أحدا- داعيات، ‏وصالحات، ويحملن القرآن الكريم ‏كاملا إلا أن لي رغبة في الأولى ‏لجمالها؛ فإن رفضت ففي الثانية ‏لتقواها الشديد لكنها قد لا تعفني، فإن ‏رفضتها ففي الثالثة لما لها من ‏مميزات في الحياة المعيشية، لكنها ‏ليست المرغوبة شكلا أيضا لكنها ‏متوسطة.‏
‏ والسؤال وبعد هذه الرؤى ولأني ‏أقدرهن جميعا؛ لأنهن من أهل القرآن، ‏ولا أريد إيذاء إحداهن، ولا إراقة ماء ‏وجهي.‏
‏ ما العمل هل أدع الأولى والثانية أم ‏أنفذ الرؤيا وأتقدم للجميع حسب ‏أولوياتي، وأُحرِج واحدة برفضي لها، ‏وأُحْرَج من الأخرى برفضها لي، علما بأني من شيوخهن في الحفظ، وبأنني في زواجي الأول خطبت ‏وتركت المخطوبة، ثم خطبت ‏وتركتني المخطوبة الثانية، أما الثالثة ‏وأم أبنائي فلم أتركها ولم تتركني، ‏وتزوجنا، ونعيش في سعادة وسرور ‏وطاعة، ولظروف ما أصبح الزواج ‏في حقي إن لم يكن واجبا فقريبا منه؟
‏أفتونا جزاكم الله عنا خيرا.‏

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن كانت الأولى هذه ذات دين وجمال، فاستخر الله تعالى في أمرها، وأقدم على الزواج منها، فمثلها أحرى لأن تتحقق معها مقاصد الشرع من الزواج في العفاف، واستقرار الأسرة ونحو ذلك. ولا بأس بأن تكرر الاستخارة عند الحاجة لذلك. ولا ينبغي التعويل على الرؤيا وحدها، بل الأولى - بعد الاستخارة - المضيُّ في الأمر، فإن أتمه الله كان فيه الخير، وإن لم يتيسر دل ذلك على أنه ليس فيه الخير لك. فعلى المرء أن يرضى ويسلم. وراجع الفتوى رقم :160347 والفتوى رقم: 139649. وأما الأخريتان فلا تخبرهما بما كنت تنوي من خطبتهما، وإن كنت قد أخبرتهما، فاعتذر لهما.

وننبه هنا إلى أن المسلم عليه أن يكون حذرا في تعامله مع النساء اللاتي ليس محرما لهن، وليقتصر في مخاطبتهن بما تدعو له الحاجة فقط بالضوابط الشرعية المعروفة، ولا يترك للشيطان سبيلا إليه.

وبخصوص الرؤيا الصادقة، فإنها علامة خير ومن المبشرات بالنسبة للمؤمن المستقيم، كما سبق وأن بينا بالفتوى رقم: 49408.

وقد جاءت السنة بتوجيه نبوي طيب في هذا الصدد وهو أن من رأى رؤيا يحبها لا يخبر بها إلا من يحب، وسبق بيان ذلك بالفتوى رقم: 132181.

وقد قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري مبينا حكمة هذا النهي: الحكمة فيه أنه إذا حدث بالرؤيا الحسنة من لا يحب قد يفسرها له بما لا يحب إما بغضا، وإما حسدا، فقد تقع عن تلك الصفة، أو يتعجل لنفسه من ذلك حزنا ونكدا، فأمر بترك تحديث من لا يحب بسبب ذلك. اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني