الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الصدقة تزيد فرص قبول التوبة

السؤال

لقد كنت أقرأ في الفلسفة في مكتبة الجامعة الأمر الذي جعلني أزيغ عن الحق, وطرحت أسئلة فاسقة في حق الدين, والندم يقطع قلبي, وأنا أدعو الله أن يعذبني في الدنيا, ويرحمني في القبر, فهل الصدقة والهدية كفارة الردة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا تدع الله بأن يعذبك في الدنيا, ولكن ادعه تعالى بأن يرحمك في الدنيا والآخرة, فإن رحمته تعالى وسعت كل شيء، وإذا تبت مما اقترفته توبة صادقة نصوحًا, فإن توبتك تمحو ما قبلها من الإثم, وتكون كمن لم يرتكبه أصلًا, كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: التائب من الذنب كمن لا ذنب له. رواه ابن ماجه.

ومهما كان ذنب العبد عظيمًا فإن رحمة الله أوسع، فمن جاء ربه تائبًا نادمًا صادقًا في توبته أقال الله عثرته, وغفر زلته, كما قال تعالى: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ {الزمر:53}، فهوِّن عليك - أيها الأخ الكريم - وأقبل على ربك, واصدق في دعائه, والتوبة له, واللجأ إليه, فإنه سبحانه هو الغفور الرحيم، وأكثر من فعل الحسنات من الصدقة, وغيرها, فإنه نافع لك - ولا شك - وقد قال تعالى: إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ {هود:114}، نسأل الله أن يرزقك التوبة النصوح.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني