السؤال
هل يعتبر من سوء الأدب, أو عدم إحسان الظن بالله, أو قلة الثقة بالله قول مثل هذا: من استغفرت وتزوجت؟ من تصدقت وشفيت؟ من كفلت يتيمًا وحملت؟ من استغفرت من ذنب ورزقها ربنا؟ كم مرة ربنا استجاب؟ وبعد كم – شهر, أم شهرين -؟ فأنا أرى أن فيها سوء أدب وقلة ثقة بالله, خاصة إذا ارتبطت بالسؤال عن المدة, أذكر أن امرأة نزلت موضوعًا تقول فيه: بدأت الاستغفار بنية الرزق, ولا يكاد يمر يوم إلا ربنا يرزقني فيه بعشر ريالات.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه, أما بعد:
فالذي فهمناه من السؤال هو: أن قائل تلك الكلمات يُشكِّك, أو ينكر وجود أثر للصدقة والاستغفار والدعاء, وغير ذلك من الطاعات في الشفاء من الأمراض, وفي بلوغ الأهداف: فإذا كان هذا هو المراد: فليس من شك في أن فيه خطأً كبيرًا؛ فقد روى الطبراني وغيره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: صنائع المعروف تقي مصارع السوء، وصدقة السر تطفئ غضب الرب، وصلة الرحم تزيد في العمر. حسنه الألباني.
وفي سنن البيهقي أنه صلى الله عليه وسلم قال: داووا مرضاكم بالصدقة. حسنه الألباني في صحيح الجامع الصغير, وقال صلى الله عليه وسلم: لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم. رواه مسلم.
والكلام المشار إليه فيه من سوء الظن بالله, وقلة الأدب معه, والتشكيك في سعة فضل الله وعطائه ما لا يخفى.
وبالتالي: يخشى على قائل تلك الكلمات من الكفر - والعياذ بالله - بل ولا نظن أن مؤمنًا يتفوه بمثلها, فالشرع دل على أن الاستغفار سبب للرزق, وأن الصدقة سبب للشفاء, وأن الله يستجيب للعبد ما لم يعجل, وصاحب تلك المقال ينكر كل هذا أو يشكك فيه, والمؤمن الصادق لا يشك في وعد الله تعالى وسعة فضله وعطائه, فضلًا عن أن ينكره.
فالواجب عليه التوبة إلى الله تعالى, وأن يقدر الله حق قدره.
والله تعالى أعلم.